سلمى العالم

لا يكاد يخلو بيت من مطالب الأبناء الجامعيين بزيادة المصروف اليومي لهم، في ظل انتشار الكثير من التقليعات بين الشباب، كالمذاكرة في المقاهي وما يتبعها من تناول المأكولات وشرب القهوة، أو الخروج بعطلة نهاية الأسبوع أو التنقلات واتباع آخر صيحات الموضة، فضلاً عن شراء مستلزمات الدراسة اليومية، التي تلتهم وتفسد عليهم مصروفهم اليومي، وتجعل مسألة زيادته محور جدل شبه دائم بين الأهل والأبناء.

وأكد مجموعة من الطلبة الشباب أن ارتفاع تكاليف الحياة ورغبتهم في التنزه نهاية الأسبوع والإنفاق على مشاريعهم الجامعية تأتي على رأس الأسباب التي تدفعهم لطلب زيادة المصروف، رافعين شعار «كبرت يا بابا» وزادت المصاريف والاحتياجات، ما يخلق جدلاً مع أهاليهم حول هذا الأمر.

بينما، أبدى البعض الآخر من الجامعيين إحساساً بالمسؤولية ورغبة في الاعتماد على الذات عبر محاولتهم التأقلم مع المصروف الممنوح لهم مهما كان بسيطاً، بل والادخار منه، أو حتى العمل بدوام جزئي لكي يلبوا متطلباتهم، بعيداً عن طلب زيادة المصروف من الأهل.

وقالت طالبة الإذاعة والتلفزيون بجامعة عجمان علا العصران إن مصروف الطالب يزداد بمجرد انتقاله للحياة الجامعية، وأنها تلاحظ امتناع بعض الطالبات عن الخروج برفقة صديقاتهن بسبب محدودية المصروف، ولكن ذلك الأمر مقدّر بينها وصديقاتها ولا يعتبرنه أمراً منبوذاً.

ادخار ذكي

وأشارت طالبة كلية الأغذية والزراعة بجامعة الإمارات ميثا محمد النهدي إلى أنها لا تعتبر نفسها كثيرة المتطلبات وتحرص على تطبيق مبادئ الادخار الذكي، على الرغم من عدم وجود سقف يحدد مصروفها بشكل ثابت، لافتة إلى أن المصروف يتغير بتغير الجدول الدراسي كل فصل، ففي بعض الأحيان جدول المحاضرات يكون طويلاً من الصباح إلى العصر، ما يتطلب تناول الإفطار والغداء بالجامعة.

أخبار ذات صلة

تدريس إدارة الأموال لتلاميذ الابتدائية في بريطانيا
النحت بقش الأرز.. مهرجان سنوي للفنون من مخلفات الزراعة باليابان




اعتماد على الذات

أما الطالب عبدالله القبيسي، بالكلية الأمريكية في دبي تخصص إدارة أعمال، فيرى أنه يستغل كل الفرص المتاحة بالعمل كمتعاون أو في وظيفة جزئية، كي يعتمد على نفسه لشراء الأمور الكمالية الخاصة به مثل الملابس أو التقديم على رخصة القيادة، مشيراً إلى اعتماده على المصروف لتغطية متطلبات الطعام والتنقلات، والتي يحاول أن يقتصد بها كثيراً، من باب التعاطف مع أبويه وتقديرهما.

في حين أشارت طالبة كلية الإعلام بجامعة عجمان زينة محمود أحمد إلى أن المصروف يعتبر محور جدال دائماً بالنسبة لها، لكونها تحصل على مصروفها مرة من أبيها ومرة من والدتها المنفصلين، مبينة أن ذلك يضعها في مواقف محرجة كثيرة بين صديقاتها، لكنها تحاول كثيراً تقنين متطلباتها، وتسعى للعمل قريباً كي تتمكن من الاعتماد على نفسها.

اتهام بالإسراف

وأوضح طالب كلية الهندسة المعمارية بجامعة عجمان فادي الكثيري، أن تكلفة دراسة الهندسة تحتاج لشراء أدوات خاصة بالرسم والمشاريع، مشيراً إلى أنه يذكر أن أدوات السنة الأولى وصلت قيمتها إلى ألف درهم، والتي استهل بها مشواره الدراسي.

وأضاف: «يصل مصروف الأسبوع الواحد أحياناً إلى ألفي درهم تقريباً، فطباعة المشاريع تصل إلى 25 درهماً، وخلال فترة التسليم نهاية الفصل تصل إلى 300 درهم للمساق الواحد، إلى جانب قيمة الطعام والمواصلات و(طلعة الويكند)، والتي تعتبر تكلفة إضافية أيضاً فوق طاقتي ومقدرة أسرتي، والذين وضعوني موقع اتهام بالإسراف خلال الفترة الأولى من حياتي الجامعية، إلا أنهم بدؤوا استيعاب طبيعة دراستي، كما أنني أحاول الاختصار من مصروفي اليومي من خلال تناول الطعام بالبيت، كي أتمكن من تغطية تكلفة مشاريعي الدراسية».

في حين يحرص خريج هندسة الكهرباء والإلكترونيات من جامعة الشارقة صالح عبدالله، والذي يعتزم دراسة الماجستير قريباً، على تجنب الجدالات التي أشار إلى أنها نادرة، من خلال اعتماده على ذاته وإدارة مشروع خاص، لكي لا يشكل عبئاً على ذويه، خاصة أن دراسته تتطلب مستلزمات مستوردة من خارج الدولة تصل قيمتها إلى آلاف الدراهم.