منورة عجيز

انطلق مؤتمر «وجهات نظر عالمية ورؤى محلية حول الهوية الوطنية والدبلوماسية المرتبطة بفن الطهي» في معهد جامعة نيويورك بأبوظبي اليوم الأحد، الهادف إلى استكشاف دور فن الطهي في تعزيز قيم التسامح والتبادل الثقافي وفهم الشعوب للهوية الوطنية.

ويسهم المؤتمر، الذي يعقد على مدى يومين، في الربط بين «فنون الطهي والهوية الوطنية» و«دبلوماسية الطهي» بما يتماشى والتوجهات العالمية والمحلية في الإمارات.

وأكد المتحدثون في المؤتمر على أهمية ودور الطهاة كسفراء ثقافيين حول العالم، خاصة مع ترحالهم بين الدول لاستعراض مأكولاتهم الشعبية بطرق فريدة ومتجددة.

وأشاروا إلى أن الإمارات تحظى بمزيج من 200 جنسية من مختلف أنحاء العالم لتسهم في تعزيز التعايش بين الشعوب والمرجعيات الثقافية المختلفة، من خلال تبادل طرق إعداد المأكولات.

حكايات المائدة

وناقشت جلسات المؤتمر حكايات حول المائدة استناداً إلى كتاب صدر أخيراً للكاتبة المصرية حنان سيد وارل، وبدعم من وزارة الثقافة وتنمية المعرفة، إلى جانب استعراض وجهات نظر ناشئة حول الغذاء والقومية والثقافة العالمية.

أخبار ذات صلة

تدريس إدارة الأموال لتلاميذ الابتدائية في بريطانيا
النحت بقش الأرز.. مهرجان سنوي للفنون من مخلفات الزراعة باليابان


وتناولت جلسات المؤتمر آليات انتقال الثقافات بين الشعوب عبر طريق الحرير، من خلال التبادل التجاري لأدوات ومكونات الطهي، مسلطة الضوء على فنون الطهي السويدية ومطبخ الشمال الجديد والطعام في الشرق الأوسط.

الضيافة الإماراتية

وقالت وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة نورة الكعبي، في كلمتها خلال المؤتمر، إن طرق الضيافة الإماراتية تحمل دلالات على الأصالة، كما تعبر عن تقدير واحترام الطرف الآخر، ويظهر ذلك بصورة واضحة على سبيل المثال عند إعداد وصب القهوة وتقديمها إلى جانب التمر للضيوف.

وذكرت أنه رغم اختلاف الشكل الخارجي لأطباق المأكولات المحلية أحياناً نتيجة للتبادل الثقافي، إلا أنها تحافظ على عراقتها ومكوناتها الأصيلة ونكهتها الأصلية، مؤكدة أن المأكولات الشعبية استطاعت أن تعزز التعايش بين الشعوب وأن تساعد في نقل التقاليد والثقافات عبر حدود الدول.

وأشارت الكعبي إلى أن أي شخص زار الإمارات منذ منتصف الثمانينات من القرن الـ20 سيدرك أن الدولة تطورت بسرعة، وأصبحت خلال 20 عاماً واحدة من أكثر الدول تقدماً في العالم.

مأكولات تعزز التعايش

بدورها، أكدت مؤلفة كتاب «حكايات الطهي» الكاتبة حنان سيد وارل أن أبوظبي شهدت في العقود الأخيرة تدفقاً مطرداً من شعوب العالم، ونتيجة لذلك انتقلت معهم مأكولاتهم الشعبية لتشكل مزيجاً من الثقافات عزز من التعايش فيما بينهم على أرض الإمارات.

وذكرت أنه نتيجة للتنوع في الروائح والنكهات والخبرات في فن الطهي امتزجت مع طرق إعداد الطعام الإماراتية المحلية لتخلق ثقافة غذائية حضرية نابضة بالحياة.

ولفتت إلى أن كتاب حكايات الطهي الذي حظي بدعم من وزير الثقافة وتنمية المعرفة استغرق إنجازه 3 أعوام، ويضم مجموعة من القصص الشخصية المتنوعة لمجموعة من المواطنين والمقيمين في الدولة، إلى جانب وصفات الطعام اللذيذة وصور جذابة للمأكولات المحلية والعربية والعالمية، لفترة تمتد نحو 60 عاماً.