شهاب الأسمر- غزة

منذ 32 عاماً على مرفأ ميناء يافا المحتلة، جذبت سيارة تعود لموديل عام 1817، أنظار المواطن الفلسطيني محمود بركة الذي كان يعمل في بيع وشراء السيارات الكلاسيكية القديمة، لتبقى ذاكرته تحاكي تلك السيارة الكلاسيكية التي بات يفكر دوماً بالحصول على مثيل لها يجول بها في الطرقات.

وبعد مضي ثلاثة عقود بدأ في المضي نحو تنفيذ مخططه داخل ورشته الكامنة في السطر الشرقي لمحافظة خان يونس.

محمود بركة صانع سيارة


يقول بركة: عملت في بيع وشراء السيارات القديمة والكلاسيكية منذ 35 عاماً، على الرغم من كون مهنتي الأساسية الحدادة.

أخبار ذات صلة

تدريس إدارة الأموال لتلاميذ الابتدائية في بريطانيا
النحت بقش الأرز.. مهرجان سنوي للفنون من مخلفات الزراعة باليابان


وسرد بركة حكايته مع سيارة أحلامه التي تعود لقرنين من الزمان، "لقد شاهدتها للمرة الأولى على ميناء مدينة يافا وكانت مهترئة، وعندما سألت الرجل الذي يقنيها أشار لي أن ملكيتها تعود لمسؤول الميناء وقد تركها بعد تعرضها للتلف، وتم بيعها بمبلغ 11 ألف ونصف دولار كمجسم حديدي، وكان من الملفت أن العربة تعمل على الفحم".



ومنذ ذاك الوقت حصلت على كافة المقاسات والمواصفات للسيارة، واحتفظت بها، واليوم ركزت جل اهتمامي لصناعة سيارة مماثلة تحاكي السيارة الأم التي شغلت جزءاً من ذاكرتي.

وقال بركة: استغرقت ثلاثة أعوام ونصف العام في صناعتها وقد حرصت على اتباع المواصفات الدولية، وعملت على ماتور لشركة FIAT "فيات" الإيطالية بسعة 1300 CC ، وبعدها بدأت بتصنيع الأجزاء الأخرى بشكل يدوي مستخدماً الحديد الفولاذي وشكلته ليصبح على الشكل الأصلي للعربة.

مواطنون يتسلقون سيارة ابتهاجا


وتمكن بركة من صناعة الهيكل المعدني بنفسه بشكل كامل، ليس ذلك فحسب بل هو أيضاً من أشرف على ميكانيكا السيارة التي أضحت تحفة فنية، كلفته نحو 12 ألف دولار.

وحظيت السيارة التي يجوب بها بركة يومياً شوارع بلدته، على إعجاب من حضروا لورشته لرؤيتها، وتهافتوا على التقاط الصور معها، ونشرها عبر صفحاتهم الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي.