نادية مبروك

تفتح "الرؤية" عبر سلسلة من الحوارات المدعمة بالفيديوهات والصور التي يتم الكشف عن بعضها إعلامياً للمرة الأولى؛ ملف صناعة الإنشاد؛ كواليسها؛ خصوصيتها؛ وأبرز أساتذتها؛ عبر لقاءات مع نخبة من المنشدين العرب والمحليين:

هو ابن لعميد الإنشاد الديني في مصر، لكنه ورغم سلوكه نفس المجال لم يعش في جلباب أبيه، فعمل على تجديد هذا الفن، ليضيف له الجديد، متسلحاً بالموهبة والعلم معاً.

«الرؤية» حاورت الشيخ محمود التهامي نجل الشيخ ياسين التهامي، لتتعرف منه عن جهوده في تطوير فن الإنشاد، ورأيه فيما يحتاجه الإنشاد الديني في مصر، ورأيه في الموالد الشعبية وتأثيرها على الإنشاد.. فإلى الحوار:



محمود التهامي


ليس كل ابن منشد يعيش في جلباب أبيه.. فكيف كانت بداية الشيخ محمود التهامي؟

أنا ولدت في عائلة محبة للتصوف والمتصوفين، ومحبة للإنشاد الذي كان يشغل الحيز الأكبر من حياتنا، بحكم أن والدي هو المنشد ياسين التهامي، كما التحقت بالأزهر للدراسة، ولكن توجهي الأول لم يكن الإنشاد فأنا كنت محباً للموسيقى وكنت أميل لدراستها وعزفها، ولكن مع الوقت وجدت أن الإنشاد مجال أوسع وأكبر وأشمل فتعلقت به، وقررت أن أطور فيه وأجدد، والحمد لله ينظر إلي الآن باعتباري واحداً من المجددين في هذا الفن العريق.



أخبار ذات صلة

تدريس إدارة الأموال لتلاميذ الابتدائية في بريطانيا
النحت بقش الأرز.. مهرجان سنوي للفنون من مخلفات الزراعة باليابان



محمود التهامي


وما هي مجهوداتك في تجديد الإنشاد الديني؟

وفقني الله لأكون سبباً في تأسيس أول نقابة للإنشاد الديني في مصر، فرغم قدم هذا الفن إلا أن المنشدين لم يكن لهم نقابة، كما أسست مدرسة خرجت العديد من الدفعات من المنشدين الشباب الذي دعموا الموهبة بالعلم، حيث يدرسون المقامات الموسيقية والصوتيات والشعر والتواشيح وغيرها من العلوم المتعلقة بالموسيقى والتي تدعم موهبة أي منشد، لأن الإنشاد على مدار سنوات طويلة كان يعتمد على الموهبة والقبول فقط، وهما من الأشياء الهامة لأي منشد أو فنان ولكن العلم يمكن أن يدعم هذه الموهبة ليجعل منها نجاحاً كبيراً، والآن أعمل على عدة مشاريع ثقافية عالمية في مجال ثقافة الإنشاد منها مشروع «الوحدة في الاختلاف» وأقوم فيها بالإنشاد باللغة العربية على مزيج من موسيقى الجاز والروك والهاوس والراي حتى نصل باللغة العربية لكل ثقافات العالم.



التهامي الاب والابن


وما تأثير الشيخ ياسين التهامي على الشيخ محمود؟

الشيخ ياسين ليس له تأثير فقط على محمود التهامي، فهو له تأثير على مجال الإنشاد الديني بأكمله، ومدرسته في الإنشاد هي مدرسة الارتجال وهي المدرسة التي أحبها، وفي الليالي والموالد أتجه إلى هذه المدرسة.



محمود التهامي


هناك شكاوى دائمة من ضياع تراث كبير للإنشاد الديني في مصر، ما هي مجهوداتك لتوثيق تراثك وتراث الشيخ ياسين وتراث الإنشاد بصورة عامة؟

أنا أهتم بنقل التراث وليس توثيقه، وفي مدرسة الإنشاد إلى جانب دراسة الموسيقى والصوتيات والمقامات نقوم بجمع أغلب التواشيح والابتهالات والأناشيد ليقوم الدارسون بحفظها، ويقوموا بالتدرب عليها لنحفظ هذا التراث بانتقاله من جيل إلى جيل بدلاً من أن يندثر إذا غابت التسجيلات الخاصة به، وليتعرف الدراسون على تراث المشايخ.





محمود التهامي من حفل مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون


في مدرسة الإنشاد التي أسستها دعمت الكثير من الفرق، ومنها فرق فتيات، ولكن هناك آراء متشددة بتحريم ذلك فما ردك عليها؟

لكل حدث حديث، فلا يعقل والمرأة تحكم دولاً، وتتولى أعلى المناصب في دول إسلامية وليس في الغرب فقط، وأتمسك بمقولات تراثية أن صوت المرأة عورة، ويكفيني أن هناك أمهات تتعلمن الإنشاد ليقمن بتعليم أبنائهن الإنشاد، حيث يأتيني في المدرسة أمهات صوتهن جميل وأصوات أبنائهن أيضاً ويتعلمن من أجل دعم أبنائهن ومساعدتهم، ولا أعرف ما الذي يضر في أن تتجمع فتيات في الصلاة على النبي، ما المشكلة في ذلك؟



محمود التهامي


من وجهة نظرك ما الذي يحتاجه الإنشاد الديني في مصر؟

الإنشاد الديني والفن عموماً يحتاج إلى الكثير من المقومات في مصر، أهمها الحماية من الممارسات الدخيلة التي ليس لها علاقة بالفن، والإنشاد الديني يحتاج الدعم فمثلاً يحتاج إلى مهرجانات رسمية للإنشاد لأن مصر ليس بها مهرجانات للإنشاد، نحتاج للدعم لأن الكثير من الفرق كان شهر رمضان هو فرصتها للعمل وتقديم نفسها ولكن بسبب الإجراءات الخاصة الاحترازية ضد تفشي فيروس كورونا، توقف هذا الأمر، وأنتهز هذه الفرصة لأقدم التحية لدولة الإمارات والقائمين على الثقافة والفن فيها، فقد قمت منذ أيام بإحياء حفل أونلاين بالتعاون مع مجموعة أبوظبي للثقافة والإعلام، لماذا لا تهتم وزارة الثقافة المصرية بتقديم فعاليات مماثلة للمنشدين المصريين والفرق المصرية بما أننا في شهر رمضان؟ وهو الشهر الأقرب لنشاط الإنشاد في مصر.



محمود التهامي


بعيداً عن الشيخ ياسين التهامي، من المنشدون القدامى الأقرب لقلبك؟

كل المنشدين أسمعهم وأحب أصواتهم، ولكن الأقرب لقلبي هو الشيخ علي محمود في المدرسة القديمة، كما أسمع لكل المنشدين القدامى مثل محمد الهلباوي والفشني والنقشبندي، ومحمد الكحلاوي، وإبراهيم الإسكندراني، وفي المقرئين أحب الشيخ محمد رفعت الذي أعتبره فلتة عصره، والشيخ محمود رمضان.





هناك ظاهرة في مصر وهي المنشدون الأقباط، ما رأيك فيها؟

لا أرى أي مشكلة في أن ينشد المسيحي أو يرنم المسلم، فنحن شركاء في الوطن والإنسانية، والإنشاد والترانيم فن مثل كل الفنون الجميلة الراقية، وإذا أتيحت لي فرصة أو وجهت لي دعوة للإنشاد في كنيسة فسأقوم بذلك وأتشرف لأنها بيت من بيوت الله.



محمود التهامي


تحدثت عن تأثير الشيخ ياسين التهامي الجيد عليك، ولكن ماذا عن تأثير شهرة الأب عليك، هل أضرك كونك ابن الشيخ ياسين التهامي؟

بالطبع لا، فأنا تشرفت بأن والدي هو المنشد الكبير ياسين التهامي، ولكن هناك مشكلة صغير تتعلق بالجمهور، فجمهور الشيخ ياسين متعصب قليلاً له ولطريقته، ولا يعجبهم التجديد الذي أقوم به، فحدث بعض التصادم، ولكن الشيخ ياسين نفسه مرحب بهذا التطور لأنه اشترط علي أن أكون مدرسة وحدي، وألا أقلد أحداً بل يتم تقليدي، ولذلك فليس لدي رد على المتعصبين من جمهور والدي.