جاسب عبدالمجيد

حكايات صغيرة

كانت العلاقة بين الجمهور وإدارات الأندية المحلية قبل جائحة كورونا تمر بمد وجزر، مرة تكون جيدة ومرات عديدة تكون سلبية، وتزداد توتراً بعد الخسارات المتكررة للفرق. هذا التوتر يؤثر سلباً في تركيز الإدارات في عملها ويجعل قراراتها مرتبكة، ومنها الخاصة بالتعاقدات والإقالات وغيرها من الأمور المكلفة مادياً وفنياً.

خلال الجائحة وفترة العمل عن بعد، برزت ظاهرة التواصل عن طريق الاتصال المرئي والاستخدام المكثف للتكنولوجيا، وهذا أمر رائع، حيث استطاعت الإدارات أن تُنجز بعض الأعمال على الرغم من توقف نشاط كرة القدم، وهذه فرصة لاستخدام هذه الخاصية لتحسين العلاقة بين الإدارات والجمهور، فعلى عشاق الفرق أن يكونوا خير عون لأنديتهم من خلال المبادرة والإسهام في تقديم أفكار تخدم فرقهم بدلاً من التقليل من شأن إداريي الأندية ومسؤولي شركات الكرة.

خلال هذه الفترة، على إدارات شركات كرة القدم أن تعيد فتح قنوات التواصل مع محبي ألوانها، وأن تبادر إلى إجراء ورش عمل عبر الاتصال المرئي لسماع أفكار مشجعيهم والاستماع بصدور رحبة أيضاً إلى انتقاداتهم لتضييق فجوة الخلاف من أجل الاستعداد لمرحلة جديدة.

الجمهور هنا، هو المُحب لفريقه الذي يهدف إلى تطوير العمل والأداء وتحسين النتائج وليس ذلك الذي يسعى فقط إلى إزاحة مجلس إدارة النادي أو الشركة.

الأندية أمام فرصة تاريخية لاستثمار فترة التوقف والتواصل مع جماهيرها والاستماع إلى همومها، فجمهور الكرة الإماراتية «مدجج» بأحدث الوسائل التكنولوجية ويجيد استخدامها بتفوق.

أخبار ذات صلة

اقتصاد الطبيعة والفرد
الصمت غير مبرر

في المقابل، يمكن أن يبادر المشجعون أنفسهم إلى إقامة ورش عمل فيما بينهم عن طريق الاتصال المرئي لمناقشة أوضاع فرقهم وتوحيد الجهود والمبادرات لخدمتها عند استئناف المسابقات.

في فترة الهدوء وبعيداً عن ضغط النتائج، يمكن أن تستمع الإدارات إلى جمهورها، وكذلك يستمع الجمهور إلى معاناة الإدارات، لأن تبادل وجهات النظر ربما يساعد على حل العُقد المستعصية.

من دون تواصل وصراحة لا يمكن أن يفهم الجمهور معاناة إدارة ناديه، وكذلك لا تتمكن الإدارة من فهم مخاوف الجمهور وأسبابها، لذا نجدد الدعوة لفتح قنوات اتصال بين الطرفين في هذا الوقت المناسب.