عزة سند ـ العين

التداعيات الاقتصادية والميل للعزلة عززا الظاهرة.. والتواصل الافتراضي ليس بديلاً

أجمع عدد من الشباب والفتيات أن فترة الحجر المنزلي التي فرضت على الجميع منذ بدء جائحة كوفيد-19 أثرت بشكل كبير على فرص التعارف فيما بينهم، وعطلت فرص الزواج وأجلته إلى حين تنتهي الجائحة.

وأشاروا إلى أن إغلاق كورونا ساهم في تقليص واقع التماس الاجتماعي، في معظم الأوساط، ما أفشل مخططات البعض في الخطوبة والزواج، مبدين تفاؤلهم بأن الفترة المقبلة والعودة التدريجية إلى الحياة الطبيعية ستحيى الأمل بداخلهم بقرب دخول عش الزوجية وتكوين أسرة، يملأها الاستقرار والسعادةـ في حين أكدت آراء أكاديمية على الدور الرئيس الذي لعبته التداعيات الاقتصادية وأجواء الميل إلى العزلة التي عززها الحجر في تنامي الظاهرة، في الوقت الذي لم تظهر فيه وسائل التواصل الافتراضي كبديل ناجع.





فسخ الخطوبة

قالت الشابة منى سليمان إن فترة التعارف أو الخطوبة، هي فترة مميزة، نشارك فيها تفاصيل متعلقة بحياتنا وخططنا مع إنسان آخر. وربما نتساءل حول عدة أمور مثل: مدى وجود انسجام وتفاهم، التعامل مع شخصية الطرف الآخر ووسطه أو عائلته، وإمكانية نجاح العلاقة في المستقبل، مشيرة إلى أن هذه الفرصة ضاعت عليها منذ عدة أشهر وتسببت في فسخ الخطوبة مع شخص تقدم إليها ولم يستطع مقابلتها في إطار أسري.



وحدة وكآبة

أخبار ذات صلة

تدريس إدارة الأموال لتلاميذ الابتدائية في بريطانيا
النحت بقش الأرز.. مهرجان سنوي للفنون من مخلفات الزراعة باليابان

شكت ريهام أنور من تخطيها عمر الـ30 ولا تزال تنتظر الشخص المناسب لها، وقد جاءت أزمة كورونا لتزيد الطين بلة، وتمنع خروجها من منزلها أو تعرف المجتمع عليها لأشهر متواصلة أدت بها إلى الشعور بالوحدة والانعزال والكآبة.





ارتباط رسمي

وقال محمد سيف إن عمره قد تخطى 40 عاماً بدون ارتباط رسمي وكانت آخر مشاريع خطبته انتهت في يناير الماضي، ومنذ ذلك الحين لم يستطع التعرف على فتاة أخرى بسبب التباعد الاجتماعي والحجر المنزلي والتزام الجميع المنازل ما قلل فرص الزواج بشكل كبير مشيراً إلى أنه ينتظر الآن عودة الأمور إلى طبيعتها ليتمكن من التعرف على فتاة تناسبه.



النية الصادقة

وأكدت حنان أحمد - متزوجة - أن فرص الزواج لا تنتهي ولن تنتهي بانعزال منزلي لعدة أشهر لا سيما مع وجود وسائل التواصل الاجتماعي التي تقرب المسافات بين الجميع من خلال التراسل والتعارف موضحة أن الأزمة على وشك الانتهاء واليوم باتت أغلب المراكز التجارية مفتوحة بما تضمه من مقاهٍ فضلاً عن المتنزهات والأماكن الترفيهية، وصارت حماية كل شخص من الفيروس تقع على مسؤوليته الشخصية.

أما قيس أحمد - أعزب - فيرى أن الأمر لا يصل إلى درجة تراجع فرص الزواج مؤكداً أن الأمر في النهاية قسمة ونصيب، وقدر يقدره الله سبحانه وتعالى داعياً الشباب والشابات إلى التفاؤل فالعودة للحياة الطبيعية باتت وشيكة.

وأوضحت شيرين شهوان – متزوجة- أن التباعد لم يطل لفترة كبيرة حيث ما لبثت الحياة الطبيعة أنْ عادت إلى سابق عهدها أو توشك، منوهة أن الجادين في رغبتهم في التقدم سينتظرون مرور الفترة العصيبة على الجميع ولن يتخلوا عن مشروعهم مع الطرف الآخر ما دامت النية صادقة.



ليست مؤثرة

وأشار المستشار الأسري عيسى المسكري إلى أن الفترة التي اضطر فيها الجميع للتباعد الاجتماعي ليست بالمؤثرة على مجريات الأمور لافتاً إلى أنها لم تتعد الأشهر المعدودة، فيما نشطت وسائل التواصل الاجتماعي خلالها بشكل كبير، كبديل للتواصل المباشر.

وأضاف أن الجانب الاقتصادي يبقى هو المعيار الحاسم في مسائل الزواج، مؤكداً تأخر وإرجاء عدد كبير من مشروعات الخطبة والزواج لما بعد الجائحة ليس لقلة فرص التواصل ولكن للرغبة في إقامة حفلات تضم جميع الأهل والأصدقاء وهو ما لا يسمح به الوضع الراهن.

وأضاف أن الجائحة بما فرضته على الجميع من ظروف استثنائية رفعت من نسب الانطواء على النفس وتراجع الرغبة في إنجاز أية مشروعات سواء كانت زواجاً أو غيره نظراً لإغلاق جميع قاعات الحفلات والأندية ومراكز التسوق، ولم يقبل على إنجاز مشروعه إلا المتعجلون لظروف معينة، أما الباقون فقد أرجأوه لما بعد الجائحة مبدياً يقينه بأن كل شيء سيعود لسابق عهده قريباً مع العودة التدريجية لشتى مظاهر الحياة الاجتماعية والاقتصادية.