عز الدين الكلاوي

أفكار

قرار غريب فاجأ به الاتحاد الآسيوي منتخبات القارة بإصدار بيان عاجل أمس الأول عن تأجيل مباريات المراحل القادمة للتصفيات القارية المزدوجة لكأس الأمم الآسيوية ومونديال 2022، والتي كانت تتضمن 4 مباريات مقررة في شهري أكتوبر ونوفمبر القادمين، ورغم أن البيان تضمن التنسيق مع فيفا، الذي يشرف على كأس العالم بكل تفاصيلها منذ التصفيات وحتى المباراة النهائية، فإنه لم يذكر ظروف اتخاذ القرار ومدى تأثيره على ضغط المواعيد الجديدة التي لم يتم الإعلان عنها، واكتفى البيان الغامض ببضع كلمات تقول أن القرار جاء في ضوء الموقف الحالي لجائحة كورونا في عدة دول، من أجل حماية صحة وسلامة جميع المشاركين.

وما يثير الغموض والريبة في القرار، أنه لم يسبقه أي تنسيق ولا تشاور مع اتحادات القارة، ولم يصحبه بيانات خاصة تشير لتأجيل مماثل للتصفيات المقررة بالاتحادات القارية الأخرى في العالم.

وما يثير المزيد من الشك والغموض في القرار، أنه لا يعكس خطورة وانتشار جائحة كورونا كورونا عالمياً، فالقارة الآسيوية ورغم وعدد دولها الـ47 وسكانها الذين يفوقون 5 مليارات، ليست أخطر قارة في انتشار وتفاقم جائحة كورونا، التي أصابت أكثر من 20 مليون شخص حول العالم وأدت إلى وفاة أكثر من 750 ألف شخص، بل إن دولة واحدة هي الولايات المتحدة تتفاقم خطورتها وأعداد مصابيها عن قارة آسيا بأكملها.

وهنا التساؤل عن موقف فيفا من القارة الأخطر في إصابات كورونا وهي أمريكا الشمالية المكونة من 23 دولة وعدد سكانها 529 مليون نسمة، وهي القارة التي يمثلها اتحاد الكونكاكاف بفيفا، ويضم معها دول الكاريبي وأمريكا الوسطى لتصل إلى 40 دولة، وعدد المصابين في دول الكونكاكاف يتجاوز 7 ملايين، بينما تأتي آسيا القارة الثانية على العالم بإصابات تتجاوز 5 ملايين نسمة، ولكنها أقل خطورة بكثير من قارة أمريكا الجنوبية، وعدد مصابيها 5 ملايين من بين 371 مليون نسمة يمثلون 10 دول، وبهذا القياس، فإن آسيا أقل خطورة من أوروبا التي تضم أكثر من 3 ملايين إصابة بين 700 مليون نسمة في 59 دولة.

أخبار ذات صلة

اقتصاد الطبيعة والفرد
الصمت غير مبرر