نيللي عزت

بعد توقف شهور طويلة بسبب وباء الكورونا، عادت أسواق الأنتيكات والأدوات المستعملة في المدن الألمانية ومنها مدينة بون مرة أخرى، والمعروفة أيضاً بأسواق البراغيث أو الخردة والتي يباع فيها تقريباً كل شيء مستعمل، وهناك تحف ونوادر، ولذلك تستخدم باللغة الألمانية عبارات «هيا بنا نصطاد شيئاً في السوق» لأنه ربما ما سيحصل عليه الفرد سيكون صيداً ثميناً وبثمن زهيد للغاية.

سيديهات مختلفة بعضها يرجع لسنوات بعيدة


وافترش ساحات حي «بادغودسبرغ» بمدينة بون نحو 120 طاولة بعدما كانت 180 في السابق، واضطرت البلدية لتقليلها لعمل مسافات أكثر أمنا للوقاية من الكورونا، وانتشرت لافتات تطالب بضرورة ارتداء الكمامات على الجميع وتعقيم أيديهم بالمطهرات المتوفرة بالسوق مجاناً، كما انتشرت قوات تأمين خاصة لمراقبة التزام الجميع بهذه القواعد.



أغلفة مجلات وكتب قديمة


وعلى الطاولات يجد المرء لعب أطفال والسجاجيد الشرقية والحلي الفضية والإكسسوارات اليدوية الصنع، وأطقم المائدة والطعام الكلاسيكية الفخمة، وأسطوانات عليها الأغنيات والأفلام النوادر التي ربما تعود لأكثر من 100 عام.



أطقم منزلية قديمة


بالإضافة للمفارش والملابس والشنط المستعملة والمجلات والكتب القديمة والحديثة، كما ظهر لأول مرة طاولات لبعض الخياطين تبيع الكمامات من الأقمشة المختلفة، كما كان للعرب نصيب بطاولات تبيع المكسرات والفواكه المجففة والبخور الشرقي.

أخبار ذات صلة

تدريس إدارة الأموال لتلاميذ الابتدائية في بريطانيا
النحت بقش الأرز.. مهرجان سنوي للفنون من مخلفات الزراعة باليابان



سجاد أيضاً للبيع


وتعد هذه الأسواق الفرصة الوحيدة للتفاوض في أسعار الشراء داخل ألمانيا حيث إنه بأي مكان آخر يشتري المرء بالسعر المعلن عنه فقط، ولكن هنا فرصة لممارسة المساومة للوصول لأفضل سعر ممكن.

ملابس مستعملة للبيع


واكتظ السوق بالحضور من الألمان والعرب المقيمين بالمدينة، حيث أكدت الألمانية «اورسولا» لـ«الرؤية» -التي حضرت مع زوجها وأطفالها الثلاثة- أن هذه الأسواق تعد نزهة لكل أفراد العائلة، حيث يجد الجميع فيها ما يشتريه سواء كباراً أو صغاراً، كما يمكن شراء القهوة والحلويات.

كتب ونوادر


كما أنها فرصة لسماع الموسيقى حيث ينتشر بالسوق أيضاً عازفو آلات موسيقية، ومنها ما يتماشى مع روح السوق حيث ظهر عازف بآلة قديمة للغاية تطبع النغمات على الورق.



مكسرات وتوابل شرقية أيضاً بالسوق


وأكدت «اورسولا» أن هذه الأسواق جزء من الثقافة الألمانية، فهناك أشخاص يؤسسون منازلهم من خلالها ولا يرتدون سوى الملابس المستعملة والتي تظهر كالجديدة.



من جانبها، أكدت السورية الأصل «عبير» والتي حضرت مع صديقاتها أن هذه الأسواق متعة، وتعلمنا نحن العرب ثقافة جديدة علينا حيث إنه ليس من العيب أنه يبيع المرء الأشياء المستعملة لديه ليتخلص منها ويتربح منها، كما أن هناك أغنياء كثيرين يقومون بالبيع وحتى الشراء دون الخجل من ارتداء ملابس مستعملة.



عازف على آلة قديمة بالسوق


وأشارت هذا الأمر يعد عيباً ومخجلاً في معظم ثقافتنا العربية، لكن هنا في ألمانيا ثقافة متميزة عبر هذه الأسواق، والتي نجد فيها أحياناً أشياء رائعة بسعر يورو واحد فقط.



لعب الأطفال بالسوق


إلا أن هذه الأسواق وبرغم بيعها الأشياء المستعملة أو «السكند هاند» كما يطلق عليها، إلا أنه يوجد بها أحياناً تحف وأطقم نادرة تعرض بمبالغ كبيرة، مثل طقم أدوات طعام يرجع لعصور قديمة ويصل سعره إلى 450 يورو.