صفاء الشبلي

محتوي مُختلف ومتنوع يُقدمه مشاهير سوشيال ميديا، كل منهم يُقدم محتواه المُختلف باختلاف شخصيته وخلفيته الثقافية، هذا العالم الذي زادت شهرته وانتشاره مع ساعات الحظر الطويلة عقب جائحة كورونا التي ضربت العالم كله، مئات القنوات انتشرت في الفضاء الإلكتروني، أصبحت سمتها الأساسية والرابط بينها البحث عن الربح، وليس الشهرة فحسب.

مقابل الشهرة والمال الذي يجنيه صُناع المحتوى هناك قصص أخرى لحياتهم في هذا العالم الواسع، المُتشابك، الوجه الآخر لمكاسب مالية، أو شهرة جنوها أو انتقال من مستوى اجتماعي لآخر، خلفه العديد من القصص التي ربما لم يحكونها حتى وإن كانوا يقدمون تفاصيل حياتهم اليومية، تنمر وأذى نفسي وانعدام للخصوصية، تأثر العلاقات الاجتماعية، وأحياناً خراب بيوت.

«الرؤية» تواصلت مع بعض صُناع المحتوى للحديث معهم عن جوانب مظلمة ألقت بظلالها عليهم بعد انخراطهم في سوشيال ميديا.

أصيبت الفاشون بلوجر ياسمين ياسر بانهيار عصبي بعد كلمات تنمر وجهت لها


تأهيل نفسي

التنمر قاتل فما قد تتحمله نفسياً قد لا يتحمله آخر، ولصُناع المحتوى نصيب كبير من كلمات التنمر، فالبعض يستهزأ بهم ويسخر، وآخر ينتقد بشكل صادم ربما يُصيب بالمرض، وهو ما حدث مع "الفاشون بلوجر" ياسمين ياسر "23عاماً"، التي أُصيبت بانهيار عصبي جراء كلمات تنمر وجهت إليها، لتخرج باكية بحرقة في فيديو متداول أوائل الشهر الماضي، لتعلن سوشيال ميديا أيضاً إصابتها بالشلل، تأثراً بما حدث معها قبل أن تخرج هي في فيديو آخر لتنفي الإصابة بالشلل، مؤكدة إصابتها بانهيار عصبي، تحتاج بسببه لعملية تأهيل نفسي لاستعادة سلامتها النفسية.

أخبار ذات صلة

تدريس إدارة الأموال لتلاميذ الابتدائية في بريطانيا
النحت بقش الأرز.. مهرجان سنوي للفنون من مخلفات الزراعة باليابان


وقالت ياسمين "بكيت من غُلبي، والطبيب منعني من أي تواصل على سوشيال ميديا على الأقل لمدة أسبوعين".

https://www.facebook.com/watch/?v=293667792003269

إسراء أحمد


أم روح حلوة

إسراء أحمد الشهيرة بـ"أم روح حلوة" لم تسلم من كلمات التنمر، رغم أن روحها الحلوة كما وصفت تجعلها تتغاضى عن الاتهامات باستغلال إعاقتها لكسب الشهرة أو المال، وآخرون يسخرون من شكلها وصل حد رسم صورتها على ثمرة بطاطس في محاولة للسخرية منها، لترد "نعم أنا بطاطساية".

وتقول إسراء "أنا مُدربة تنمية بشرية، أحكي للناس تجربتي بشكل شخصي وليس علمي، وأسعد جداً عندما أترك أثراً فيهم، لكن هناك بعض النفوس المريضة التي لا مهنة لها سوى التنمر على خلق الله، في كثير من الأحوال لا أعيرهم أي اهتمام، فهم خلف الكيبورد لا أستطيع الحكم عليهم، لكن في إحدى المرات قالي ليّ أحدهم "أُصاب بالاشمئزاز عندما أشاهدك"، أصبت بحالة نفسية سيئة لأكثر من يوم قبل أن أقنع نفسي بالنظر للموضوع بشكل إيجابي لأتجاوزه".



غادة حسين


خراب بيوت


تتداخل العلاقات وتتشابك بين "اليوتيوبرز" بعضهم البعض، علاقات يكون غرضها تكوين مجموعات منهم تؤثر في اختيارات المُعلن، أو في ترشيحاتهم لبعضهم البعض في الإعلانات، بحسب من تحدثنا معهم، على جانب آخر هناك علاقات تنشأ بين بعض "اليوتيوبرز" بعضها لكسب عدد أكبر من المشاهدين بدعم بعضهم البعض على وسائل التواصل الاجتماعي، أو "استغلال شهرة بعضهم البعض كما يقولون، لزيادة نسبة المشاهدة.

بعض العلاقات الاجتماعية تنشأ على أرض الواقع وليس على "سوشيال ميديا" فحسب، لكنها قد تأتي بـ"خراب البيوت"، كما حدث مع غادة حسين، صاحبة قناة "عيلة غادة ومحمد" قبل تغيير اسمها ليُصبح "عيلة غادة" بعد طلاقها بسبب علاقتها باليوتيوبر المصرية الشهيرة "ل.خ" ووالدتها.

وتقول غادة بحسرة "علاقة نشأت بيني وبين اليوتيوبر الشهيرة، كان نهايتها أن تم طلاقي بسبب فتنة أحدثتها بيني وبين زوجي بعد مبلغ مالي أقرضني إياه، ورفضت إعادته رغم حاجتي لإجراء جراحة عاجلة، لتهاتف زوجي وتخبره بأنني سرقت أمواله وخبأتها لديها، لكيلا تُعيدها مرة أخرى، وهو ما لم يحدث على الإطلاق.

وتضيف "أنا الآن طُلقت وتركت منزلي، وأعيش في منزل إيجار بعد طلاقي بأولادي الثلاثة، "سوشيال ميديا" خربت بيتي، ولن أستطيع العودة مرة أخرى لقريتي ببني سويف بصعيد مصر.

السليني


جانب مظلم


الرحالة الليبي المعروف محمد السليني المُلقب بـ"رحاليستا"، يُقدم محتوى شاقاً ومختلفاً وهو السفر، ورغم أنه يُقدم المحتوى الذي يحبه وحقق شهرة كبيرة عربياً بسبب ذلك، إلا أنه في الوقت ذاته يرى أن لذلك سلبيات.

ويقول السليني الذي يصل عدد متابعيه إلى مليون ومئتي ألف، "أكثر سؤال أتعرض له، "من أين تأتي بالمال لكل هذا السفر"، صناعة الأفلام موجودة في كل العالم، لكن مازال بعض العرب يسألون، وهي مصدر دخلي بالكامل".

الجانب المظلم لسوشيال ميديا بالنسبة للسليني ربما يختلف عن غيره من صُناع المحتوى، إذ لا يقتصر الأمر على مجرد "الفسحة" والانتقال من بلد لبلد، فالأمر "متعب" جداً حد وصفه.

ويستطرد "أنا أعمل 24 ساعة تقريباً، أبذل مجهوداً كبيراً في تحضير الفكرة، وفي مونتاجها، ورحلة السفر نفسها مُجهدة، على عكس ما يتوقع الآخرون".



ويستطرد "أكبر شق مُتعب لا يراه الناس هو جانب المونتاج، فالفيديو الواحد يستغرق من 3 أيام إلى 5 أيام في المونتاج، حسب حجم الفيديو ومدة المشروع.. إلخ، وفي النهاية أجد من يسألني "من وين مصدر الدخل" تعليقات أجدها طريفة، ويُتابع ضاحكاً "يرون أنني محظوظ، لا يعرفون أن ما حققته نتيجة جهد وعمل دؤوب".



بخلاف المجهود الشاق في إعداد الفيديوهات هناك جانب آخر للشهرة في حياة السليني وهو "انعدام الخصوصية"، ويتابع "في بعض الأماكن قد يعرفني الناس، فهو ما يجعلني غير مرتاح بالمرة، ولا أستطيع التصرف على سجيتي.

حسين الجوهري


تصنيفات عنصرية

ويتفق اليوتيوبرز المصري حسين الجوهري "24 عاماً" مع السليني في جزئية انعدام الخصوصية بالنسبة لمشاهير السوشيال ميديا، ويقول "في بعض الأحيان أتعامل بشكل رسمي جداً إن أحسست أن أحداً يعرفني في مكان ما، أحياناً نحتاج لبعض لحظات "التفاهة" لكن هذا لا نستطيع ملامسته على أرض الواقع، فقدت حريتي، لأن أي تصرف محسوب".

إضافة لذلك فإن الجوهري الذي تمنى أن يُصبح مذيعاً في بداياته، وقوبل حلمه بالسخرية من جانب البعض، ووجهت له كلمات مؤذية، حقق انتشاراً كبيراً وشهرة واسعة بين فئة الشباب، وهم جمهوره الكبير على وسائل التواصل الاجتماعي بمليون ومئة مُتابع.

وعن ذلك يقول "كنت أتأثر في البداية، لكن لدي وجهة نظر وهي أننا حتى على وسائل التواصل الاجتماعي مُصنفين طبقياً، بمعنى أن كل صانع محتوى لديه مُتابعيه من نفس طبقته الاجتماعية، ورسالته الموجهة لهم، لذا لم أعد أتأثر بتعليقات سلبية تأتيني من مُتابع ينتقدني من غير الفئة أو الطبقة التي أوجه لها حديثي".

ويُضيف "أحياناً قد لا أكون مقتنعاً ببعض الآراء وأحاول تقديمها لجمهوري بشكل يتسق مع توجهاتهم دون الإخلال طبعا بمبادئي".