شيماء يحيى

بين الطائرات تقضي أيامها، وبين الدراسة والعمل تقضي ساعات يومها، اتخذت من عالم الطيران وتفاصيله رفيقاً لحياتها، هي نوال العلي، الطالبة الإماراتية في مجال الهندسة الصناعية.

التحقت العلي بالمعهد الفني لهندسة الطيران، وحصلت على دبلوم عالٍ منه ثم توجهت للعمل بشركة أفيش قاذرنج كرئيس العلاقات العامة في مجال الطيران بالشركة لأكثر من 3 سنوات.

وعندما اقتربت من عالم الطيران، قررت أن تتوجه لدراسته الأكاديمية لتجمع بين العمل والدراسة وتشبع شغفها من هذا العالم المليء بالتحديات والأسرار.

وعن رحلتها التي تمتد لعدة سنوات في مجال الطيران قالت نوال العلي لـ«الرؤية»: «نجحت في أن أتحول من موظفة وفنية في الطائرات إلى طالبة في مجال الهندسة الصناعية بكليات التقنية العليا، لأجمع بين العمل والدراسة في آن واحد».

أخبار ذات صلة

تدريس إدارة الأموال لتلاميذ الابتدائية في بريطانيا
النحت بقش الأرز.. مهرجان سنوي للفنون من مخلفات الزراعة باليابان

وأضافت أنها «منذ أن كانت في عمر التاسعة وهي تعشق عالم الطائرات، ودائمة الاطلاع والبحث في كافة تفاصيله، تسخر كل وقتها في أن تجد لأسئلتها إجابات وافية عبر محركات البحث على الإنترنت».

وأوضحت أنه مع كل يوم يمر عليها يزداد شغفها ليتولد بداخلها تحدٍّ كبير لتتعمق أكثر في هذا المجال واكتشاف كافة أسراره، وهذا ما دفعها للبحث عن عمل في شركة تتخصص في مجال الطيران، ولكن رغبتها في التعمق ومعرفة المزيد جعلتها تتوجه للدراسة أيضاً.

ويوماً بعد يوم اكتسبت المزيد من المهارات، التي جعلتها تتعرف على كافة خفايا هذا المجال، وتحاول امتلاك مهارات التعامل مع هذا العالم بخبرة العامل وشغف الدارس.

دورات ومشاركات

وأضافت العلي أنها أثناء عملها التحقت بالعديد من الدورات التدريبية وحصلت على شهادات تفيد بتفوقها واكتسابها المهارات التي تم طرحها خلال تلك الدورات ومنها نيل شهادة من ستراتا، اجتياز دورة تدريب عسكري في STS، إضافة إلى مشاركتها في مسابقة بالعلوم نفكر لعامي 2015،2018، والتطوع بمؤسسة المهارات العالمية أبوظبي، كما تم اختيارها لتكون منسق الموارد البشرية في ملتقى الطيران، بجانب اجتيازها لبرنامج التدريب الصيفي في المشاريع الهندسية لمطارات دبي.

مهارات وتحديات

وذكرت أن «عشقها لهذه المهنة، جعلها تتخطى تحديات عديدة، ولا تجعلها تقف حائلاً أمام تحقيق أحلامها، فمن يعمل في هذا الحقل يدرك أن طريق التحديات طويل، حيث يكمن التحدي الحقيقي في أن الدراسة لا تتوقف بتحصيل الدرجة الجامعية، فالبحث يجب أن يكون مستمراً في هذا المجال خلال ممارسة المهنة، وخاصة أن صناعة الطيران في تطور دائم وهناك العديد من الطائرات الحديثة التي يشهدها العالم يومياً».

وأضافت العلي أنها «تؤمن بضرورة الاطلاع على كل ما هو جديد من خلال الانضمام إلى ورش العمل المتخصصة التي تزيد من كفاءة وخبرة العاملين بهذا المجال، والمشاركة في الدورات التي تطرح في هذا المجال على مستوى الدولة».

وأكدت العلي أن «الشعور بالمسؤولية تجاه وطنها، كونها واحدة من الطالبات المواطنات اللاتي يدرسن ويعملن في هذا المجال، جعلها تدرك من أول يوم عمل حجم المهمة التي اختارتها لتكمل بها طريقها العملي والعلمي، فجعلت من إتقانها وإجادتها للمهام التي تسند إليها، المرآة التي تعكس للعالم كله قدرة الفتاة الإماراتية على العطاء والتميز والتفوق في أي مجال تقتحمه».

نظرة المجتمع

وعن نظرة المجتمع، وتمسك بعض أفراده بإقصاء المرأة عن العمل الميداني، ترد العلي قائلة: أؤمن بعبارة واحدة وهي اتبع أحلامك، سيحاول الناس دائماً تقييدك، لكن لا أحد يعرف قدرتك غيرك، آمن بحلمك وبنفسك، وكل مرحلة في حياتك ومهنتك ستتطلب منك شخصاً مختلفاً، لا تنتظر الفرصة، اصنعها ولا تستسلم أبداً».

وتابعت أنها «وجدت تشجيعاً وترحيباً كبيراً من قبل زملائها ممن يعملون معها فالنظرة تغيرت، والقيادة الإماراتية تؤمن بدور العنصر الأنثوي في تحريك عجلة التنمية الاقتصادية».

أمنيات وأحلام

وأشارت الشابة الطموحة إلى أن «سعادتها تتضاعف عندما تشعر بأنها نجحت في مهمة أوكلت إليها واجتازت عاماً دراسياً جديداً يقربها من حلمها الأكبر، فإيمانها وشغفها بعملها يجعلها تفكر فيه حتى خارج أوقات العمل الرسمية».

وأضافت أنها «منذ بدايتها في العمل وحتى الآن لم تشعر يوماً بالإجهاد، فإيمانها بأن عملها رسالة مجتمعية مهمة يدفعها لإنجازه على أكمل وجه، ويزيدها حماسة نظرات الفخر والتقدير التي تراها في عيني والديها اللذين كانا دائماً بالنسبة لها شعاع الحماسة والطاقة التي تدفعها للنجاح».

صفات شخصية

وأشارت إلى أن «اقتحامها لهذا العالم انعكس على شخصيتها وجعلها لا تلقي للصعوبات بالاً، فأصبح الصبر والتركيز وسرعة البديهة منهجها في كافة تعاملاتها اليومية، واتخذت من التفكير التحليلي أسلوبها في التعامل مع كافة المشكلات التي تواجهها في العمل وخارجه».

رسالة للمرأة الإماراتية

وبالتزامن مع «يوم المرأة الإماراتية» تدعو نوال العلي بنات جيلها للحاق بها، في المجالات المتباينة لعالم الطيران، وخوض تجارب العمل الميداني، مؤمنة بأن خدمة الوطن ورد الجميل أمانة في أعناق كافة أبناء الإمارات إناثاً وذكوراً.