ناهد حمود

لم يكن يتخيل السائح الإسرائيلي شالومي زيونسي، أن غوغل ماب سيكون سبباً في تنفسه هواء السلام وأكسجين الإنسانية الإماراتية التي لا تعرف لوناً أو جنساً.

وتعود تفاصيل الحكاية إلى استعانة شالومي بغوغل من أجل الوصول إلى القرية المدفونة في مدينة المدام بالشارقة، لكن التطبيق الذكي أرسله إلى منطقة صحراوية فوقع في طريق المواطن الإماراتي علي الكتبي، الذي يحمل جينات شهامة أبناء زايد الخير الذين لا يتأخرون عن تقديم العون لكل محتاج.

وهنا كان للقدر ترتيب آخر، حيث تحول شالومي إلى معايشة الحياة الإماراتية التي تشع سلاماً واطمئناناً للإنسانية على أرضها وخارج حدودها، فأبحر في معاني لم يعرفها وأجواء لم يشهدها.

يعيش شالومي (27 عاماً) الذي يحمل الجنسية الأمريكية كذلك بين إسرائيل وأمريكا وهو كاتب في عدد من المجلات في الولايات المتحدة الأمريكية، كما أنه «يوتيوبر»، تستهويه رحلات البحث عن التاريخ المرصود، لكنه وجد أخيراً ضالته عبر عائلة إماراتية استضافته في مجلسها المخصص للرجال، ليتنفس هواء السلام ويتعرف على القيم الإماراتية حيث وقف مندهشاً أمام الكرم والأصالة الإماراتية.

أخبار ذات صلة

تدريس إدارة الأموال لتلاميذ الابتدائية في بريطانيا
النحت بقش الأرز.. مهرجان سنوي للفنون من مخلفات الزراعة باليابان

ويروي المواطن علي الكتبي لـ«الرؤية» تفاصيل الحكاية، مشيراً إلى أنه وأثناء عودته لمنزله الواقع بمنطقة المدام، شاهد سيارة متوقفة وبداخلها سائح أجنبي، كان محتاراً في أمره بعد أن تقطعت به السبل وفقد طريق العودة لمكان سكنه، فتوجه له بقصد تقديم المساعدة له.

ويتابع: «بعد التحدث معه اكتشفت أنه سائح قدم من إسرائيل للإمارات لزيارة المناطق السياحية، من أجل التعرف عليها عن قرب بعد أن كان يشاهدها في وسائل الإعلام المختلفة».

وأضاف: «أخبرني بأنه كان يرغب في التوجه للقرية المدفونة بالمنطقة إلا أنه وجد صعوبة في الوصول إليها لأنه أضاع الطريق وكذلك لأن مركبته صغيرة الحجم ولن تتمكن من عبور الطرق الرملية المؤدية للقرية المدفونة».

وأردف الكتبي: «عرضتُ عليه المساعدة وطلبت منه الركوب معي في سيارتي الخاصة، وعرّفته بدولتي الإمارات بلد السلام ومهد التسامح، وأرض جميع الأديان، ومن ثم توجهت به إلى المجلس، حيث يوجد جميع أصدقائي فجلس معهم وتعرف عليهم، وقدمت له كافة طقوس الضيافة المتعلقة بطريقة تناول القهوة العربية والأطباق الإماراتية التي تقدم للضيوف وطرق تناولها إلى جانب الدخون بــ«العود العربي» الذي يقدم للضيوف في المجالس».