سلمى العالم ـ دبي

رحل عن 92 عامأً مخلفاً إرثاً فنياً وأدبياً رفيعاً

من راقب الناس مات هماً، ومن اهتم بالناس وأحبهم عاش دهراً.. هكذا يمكن أن نقرأ في الشطر الثاني من المثل حياة الشاعر والخطاط الإماراتي عبدالله محمد المساوي، الذي غيبه الموت في فبراير الماضي عن عمر يناهز 92 عاماً، تاركاً خلفه مسيرة من العطاء في الشعر وفنون الخط العربي.

وتبقى ذكرياته مع أحفاده حاضرة تنير لهم الطريق إلى محبة الناس، فالشعراء يغادرون الدنيا بأجسادهم وتبقى قصائدهم وسيرتهم أطول من العمر.

وفي لقائهم مع «الرؤية»، رثا أحفاد الشاعر والخطاط المساوي جدهم الراحل، مستذكرين مسيرته في فنون الخط العربي وتأليفه لثمانية أجزاء من كتاب «خلجات شاعر»، الذي تناول قضايا متعلقة بحياة الناس الاجتماعية والقيم التربوية والأخلاقية السائدة في المجتمع الإماراتي.

عمل المساوي في التجارة، فتنقل بين عدة بلدان إلى أن تفرغ للخط، عندما اشتغل في وظيفة خطاط ومترجم لمدة 15 عاماً. كما نشر أشعاره في الصحف والمجلات الإماراتية في التسعينيات مثل صحيفة الاتحاد والخليج ومجلة زهرة الخليج ومجلة الصدى.



مصدر البهجة

أخبار ذات صلة

تدريس إدارة الأموال لتلاميذ الابتدائية في بريطانيا
النحت بقش الأرز.. مهرجان سنوي للفنون من مخلفات الزراعة باليابان


تقول حفيدته زهرة أحمد العيدروس: «كان لدى جدي اهتمام حقيقي بالمتواصلين معه، وحتى البعيدين عنه، فكان مصدراً للبهجة والسرور والسعادة في أي مكان يكون فيه، ومع كل من يقابلهم، كما أن الاستقامة سمة من سمات مراحل حياته كافة، والتي استمر عليها من شبابه إلى شيخوخته من دون أي تغيير في أي مرحلة من مراحل حياته وفي كل الظروف».

وأضافت الحفيدة أن أكثر الدروس المستفادة والتي ثبتت في مخيلتها بعد رحيل جدها، هو جبر الخواطر ومراعاة مشاعر الآخرين في كل أفعاله وأقواله، لافتةً إلى أن جدها كان يحرص على اختيار أسماء أحفاده، ويخط لهم أشعاراً بخط عربي جميل، حيث كتب قصيدة «زهرة الزهور» باسمها.



عطر «الكهف»


في حين قال حفيده علي مصطفى عبدالله المساوي: «لا يزال صوته يتردد في أذني أثناء تجوله في أنحاء البيت، يترنم بأبيات شعرية ويملأ البيت حياة ودفئاً روحياً، وما زلت أتذكر جلسته إلى مصحفه يقرأ سورة الكهف كل جمعة، وأحفظ لائحة الجرائد التي كان يحتفظ بها وفيها مقالاته وأشعاره، أثر حبر قلم الخط على أصابع يده وهو يخطُّ مخطوطاته الجميلة».

وتابع الحفيد: «ذكريات طفولتي مرسومة كلها بين أحضانه، فكان دائماً يحاورنا ويهتم بتعليمنا. ولا أنسى تلك الجلسات التي كنا نجلسها معه، يكلمنا خلالها عن عظمة الخالق جل جلاله، ويعلمنا فنون الخط العربي، والفصاحة والبلاغة. فكان يسألنا عن علاقات السجع والجناس بين الكلمات».



ولفتت حفيدته حنان حسن إلى أنه اشتهر باستضافة الشعراء في مجلسه واستمتاعه بعمل مناظرات شعرية معهم، ومن بينهم: الشاعر عبدالله بن يحيى العلوي، الشاعر غالب بن صالح الحامد، والشاعر جعفر باحليقة، إلى جانب شغفه بقراءة المبدعين الكبار الذين كان يقوم بنقش إبداعهم، حيث خط أبياتاً شعرية للشاعرين الكبيرين أبوالطيب المتنبي وأحمد شوقي، ومقولات للروائي العربي الكبير نجيب محفوظ.