سلمى العالم ـ دبي

ذاكرة افتراضية تجدد لقاءات «الأصدقاء» رقمياً



ذكريات عبرت أفق «فضائي» تشعل في القلوب الحنين للماضي القريب وتكشف مرور الزمن وتغير المشاعر، هكذا يعبر رواد السوشيال ميديا عن مشاعرهم مع البوستات القديمة التي يعيدون نشرها في خاصية «الريبوست»، على تطبيقات التواصل الاجتماعي فيسبوك وإنستغرام وسناب شات، بعد أن أصبح معظمها لا يتكرر في مثل «ذاك» اليوم، لكنها لا تزال قادرة على جمع المعنيين بها من قائمة «الأصدقاء» والمتابعين.





وكثيراً ما تمر فترات من دون حدوث أي مستجدات تستدعي الكتابة أو التعليق، وتبقى منشورات الماضي بما تحمله من الذكريات التي يعاد نشرها رصيداً متاحاً لهؤلاء المستخدمين، الذين يضيفون إليها بعض التعليقات الحديثة، لا سيما في توقيت لم تعد فيه أجندة الفعاليات الرسمية والشخصية، على حالها، بسبب إرجاء أو حتى إلغاء كثير منها، بسبب تداعيات فيروس «كورونا».



كما أن «الذكريات الافتراضية» وقود يشتعل به شوق العديد من الناس إلى عودة الحياة القديمة حتى ولو كان الفارق الزمني بين النشر والريبوست عاماً واحداً فقط.





منشورات قديمة

أخبار ذات صلة

تدريس إدارة الأموال لتلاميذ الابتدائية في بريطانيا
النحت بقش الأرز.. مهرجان سنوي للفنون من مخلفات الزراعة باليابان

وقال عدد من مستخدمي السوشيال ميديا الشباب لـ«الرؤية» إن خاصية «ريبوست» المنشورات القديمة، تبعث مشاعر الحنين لفترات مضت مع أناس انقطعت أخبارهم، كما تشعرهم بقيمة الإنجاز بتحقيق تغيير في حياتهم، سواء مهنياً أو اجتماعياً أو عاطفياً، لافتين إلى أنها تكون في أغلبها ممتعة، عدا تلك المنشورات التي تذكرهم برحيل عزيز عليهم.



ياسمين محمد.



تكرار بالصدفة

وأشارت ياسمين محمد إلى أن منشورات الذكريات قد تكرر حدوث المواقف نفسها بالتاريخ نفسه الذي يذكرها فيسبوك به بالصدفة لأكثر من مرة، سواء في حالات المرض أو المناسبات أو الإنجازات، لافتة إلى أن المنشورات القديمة تسهم كثيراً في إعادة حساباتها للأمور، من خلال المقارنات النسبية بين حالها آنذاك واليوم الذي أعيد فيه نشر المنشور، مضيفة: «لا سيما ذكريات الوظائف التي عملت بها وزملاء العمل الذين تتغير علاقتنا بهم».



ليان الجمال.


حنين ونضج

بينما توضح ليان الجمال: «أحب المنشورات القديمة مهما كانت طبيعة المشاعر التي تحملها سواء كانت حزينة أو تتعلق بعلاقاتنا بالناس المرتبطة بها، لأنها تمنحني نوعاً من الحنين للماضي، وإحساساً بمرور الزمن، وبأنني أصبحت أكثر نضجاً وتغيرت فيها على أصعدة شتى».



لينا عبدالرحمن.


ونوهت لينا عبدالرحمن، إلى إعجابها الشديد بخاصية الذكريات على الرغم من أنها أحياناً تكون مصدر ألم وحزن وشعور بالفقد خاصة في حال تذكيرها بأناس فارقوا الحياة، مثل صور تجمعها مع والدتها الراحلة، أما الصور التي تسعدها فهي صور طفولتها مع أشقائها وصورها مع أولادها.



هدى عثمان.



تغير شخصي

وذكرت هدى عثمان أنها عندما ترى منشوراتها القديمة على فيسبوك تلاحظ مدى تغير شخصيتها، مبينة: «أعتقد أن انفعالاتنا على السوشيال ميديا سابقاً كانت مبالغ فيها أكثر من اللازم، بحكم ضيق دائرة المتابعين آنذاك».

وتابعت: «لمست حقيقة أني كنت انفعالية وسطحية في الماضي، وعندما أتابع ريبوست أضحك من نفسي ومن بساطة الحياة آنذاك، لذلك أعتبر خاصية الريبوست شاهدة على مراحل عمر طويلة وأحداث شهدتها، كما أنها باعثة لمشاعر إيجابية ورضا ذاتي، خاصةً عندما ألمس تغييراً إيجابياً بشخصيتي، ما يدفعني لإعادة نشر المنشور القديم بدون تغيير أحياناً أو إضافة تعليق في أحيان أخرى».



محمد الشمري.


توثيق السفر

فيما لفت محمد الشمري إلى أن صور ذكريات السفر والرحلات التي قام بها تشعره بالأمل، وأنه في حال تمكنه من زيارة هذه الوجهة مجدداً سيقوم بتجربة شيء آخر كمغامرة أو رياضة أو مأكولات وغيرها.

وأضاف: «كثيراً ما أوثق حضوري لبعض المهرجانات والفعاليات الفنية والثقافية، التي أحضرها بشكل دوري، فمن دورة لأخرى يذكرني السناب شات والإنستغرام باختلافات الموضوعات المطروحة من عام لآخر».