إخلاص شدود ـ دبي

أنقذت شرطة دبي، وفريق عمل مكون من عدة جهات أمنية، حياة رجل آسيوي (27 عاماً) حاول الانتحار بالصعود إلى سطح المبنى الذي يقطن فيه، وجرح رسغه، وجلس على حافة السطح مستعداً لإلقاء نفسه.

وقال مدير مركز شرطة الراشدية العميد سعيد بن سليمان آل مالك الذي ترأس الفريق، إن بلاغاً ورد منطقة اختصاص الراشدية، يفيد بوجود عامل يحاول الانتحار في منطقة الورسان 2، وقد أحدث جرحاً في شريان يده.

ومباشرة، توجه الفريق لمكان البلاغ، مع إعلام الجهات ذات الاختصاص، كما انتقلت دوريات من الإسعاف والدفاع المدني والضابط المناوب والضابط المفاوض لمكان البلاغ، وعند الوصول تم الاستعلام من زملائه في المبنى والذين أفادوا بأن أحد زملائه أبلغه أن الشركة التي يعمل بها ستستغني عن خدماته، وعندها أحس بالحزن والإحباط، وقرر إنهاء حياته بسبب رفضه العودة لموطنه.

وأضافوا أن العامل احتسى الكحول، ثم صعد إلى السطح وجلس على حاجز من الألومنيوم، وجرح شريان رسغه، وجلس بهدوء مستعداً لرمي نفسه.

وذكر مدير مركز شرطة الراشدية أن المفاوض المتخصص من الإدارة العامة للنقل والإنقاذ في شرطة دبي بدأ بالتحدث مع الرجل، في الوقت الذي كانت فيه الفرق الأمنية تباشر بإجراءات الوقاية بوضع بالون خاص في الأسفل لمنع ارتطامه بالأرض عند السقوط لو رمى نفسه، فضلاً عن إجراءات احترازية أخرى بمشاركة النقل والإنقاذ.

العميد سعيد بن سليمان آل مالك.

أخبار ذات صلة

شرطة دبي تعيد أمتعة سائحة بعد فقدانها بـ30 دقيقة
رأس الخيمة: إحباط محاولات لتهريب 428 كيلو مخدرات


وقال آل مالك إن التفاوض استمر 3 ساعات، مورست خلالها أساليب إقناع وتفاوض مختلفة، وبعد إقناعه بعدم فصله إثر حضور مدير الشركة التي يعمل فيها والتكلم معه، والذي أكد عدم اتخاذ أي قرار فصل أو توجيه إنذار له، نجح الفريق بإمساكه ومنعه من إزهاق روحه.

وبسؤاله عن طريقة وصوله إلى سطح المبنى الذي يفترض أن يكون مغلقاً للحفاظ على الأمن والسلامة، قال العامل إنه استغل وجود فرق تصليح المكيفات وتسلل للسطح لتنفيذ مخططه.

ونقل الرجل في سيارة الإسعاف لتلقي العلاج اللازم، وتم تحرير الضبط وتحويله للنيابة.

وأوضح العميد آل مالك أن حالات الشروع في الانتحار ليست قراراً شخصياً، ولكن هذه الحالات تشكل أحد أنواع هدر المال والوقت والجهد، عدا عن كونها حالات مقلقة لأفراد الجمهور عامة، وهي حالات تتطلب مشاركة فرق عمل وموارد من مختلف الجهات.

وأضاف: في هذه القضية تحديداً، شارك ما لا يقل عن 50 عنصراً من عدة جهات، وهي مركز شرطة الراشدية، والإدارة العامة للتحريات والبحث الجنائي، والإدارة العامة للنقل والإنقاذ، والدفاع المدني، والإسعاف وغيرها، وتسبب هذا البلاغ في إضاعة الوقت والجهد بسبب قرار سيئ اتخذه شخص في ساعة غضب ويأس.

حالتا شروع في عام

وذكر آل مالك أن مركز شرطة الراشدية تعامل عام 2020 مع حالتي شروع في الانتحار، موضحاً أن معظم الحالات التي يتم تسجيلها في حالات الشروع في الانتحار تعود لعمال آسيويين، وهي ناتجة عن ضعف الوازع الديني والمشاكل المادية التي يعانون منها في أوطانهم.

وناشد هذه الفئة بضرورة التواصل مع الشرطة لحل مشاكلهم وعدم التردد في الاتصال باللجنة العمالية والجهات المسؤولة للإبلاغ عن أي مشكلة، دون أي حاجة للتصرف بشكل أرعن، ولا سيما أن الدولة تخص هذه الفئة بنوع من الرعاية والاهتمام وتحافظ على سلامتهم وحقوقهم في كل الأوقات.