صفاء الشبلي

بعد 11 عاماً من النجاحات التي حققتها المصرية نانيس كريم في مجال عملها كمهندسة معمارية، قررت ترك مهنتها دون الالتفات لدعوات الأصدقاء لها بالتروي قبل أن تترك عملها الأساسي دون أن تُحدد ماذا تُريد أن تعمل مُستقبلاً.. ضغط كبير كانت تواجهه في عملها دعاها لمحاولة الاقتراب من نفسها أكثر لمعرفة ما تُريد أن تعمل.





«عمري ما شوفت نفسي مُهندسة.. حتى إنني لم أفكر في الالتحاق بكلية الهندسة لكنه ما حدث في النهاية تلبية لرغبة الأهل»، هكذا بدأت المهندسة المستقيلة نانيس حديثها مع «الرؤية»، وأضافت: «في البداية مكثت في المنزل لفترات طويلة أفكر في الخطوة القادمة، لم يكن في مخيلتي أي اتجاه مهني أو مشروع أبدأ به، فكانت قنوات يوتيوب وسيلتي للتعرف إلى عوالم جديدة، بدأتها بتجربة أكلات للمرة الأولى وطهيها، وكان أغلبها مُعجنات»

أخبار ذات صلة

تدريس إدارة الأموال لتلاميذ الابتدائية في بريطانيا
النحت بقش الأرز.. مهرجان سنوي للفنون من مخلفات الزراعة باليابان





كان العجن وسيلتها لتفريغ طاقة الضغط العصبي الذي كانت تعيشه في تلك الأثناء، كما أنه كان بوابتها لمعرفة نوع آخر من العجن، لكنه هذه المرة ليس لمخبوزات، ولكنه عجن فني، وهو عجينة السيراميك وتشكيلها لتنفيذ مجسمات.





«كنت أفكر طوال الوقت وأقول لنفسي: أريد أن أبدأ مشروعي لكنني لم أكن أفكر في ماهيته».





ومن عجن المخبوزات لإخراج الطاقة السلبية، والرسم والعزف على آلات موسيقية مُختلفة، ومحاولة تلقي كورسات في فنون النحت، تعرفت نانيس إلى عالم مُختلف من الفنون، حيث تعرفت إلى خامات مختلفة لتصنيع أعمال فنية مبنية على حبها للرسم وإتقانها له. فكان الرسم بتشكيل الصلصال الحراري مشروعها الجديد الذي بنت عليه حياتها المهنية بعد ترك الهندسة.



وعن ذلك تقول: «تعرفت إلى عجينة السيراميك ثم الصلصال الحراري، وقررت اختبار قدرتي على الرسم بتشكيل مجسمات باستخدامه، وكانت النتيجة مبهرة بالنسبة ليّ ولأصدقائي، وعرفت أن الله قد اختار لي هذا الطريق للمُضي فيه».

لم تكن أعمال نانيس بالصلصال الحراري مجرد أشكال أو رسومات مُتميزة فحسب، بل أرادت من خلالها الحفاظ على التراث المصري وتعريف الأجيال الجديدة بأيقونات فنية وكارتونية شهيرة مثل فطوطة وبوجي وطمطم وبكار وغيرها.





وعن ذلك تقول: «أردت من خلال رسوماتي بالصلصال الحراري الترويج للثقافة المصرية، وتقديم منتجات تتحدث عن الشخصية المصرية، مثلاً في الأعياد تكون طقوس المصريين مُرتبطة بمشاهدة المسرحيات، لذا جسدت مسرحية العيال كبرت ومدرسة المُشاغبين».



كما جسدت الفنانة المصرية أعمالاً فنية ارتبطت بالاحتفالات والطقوس الخاصة بالنسبة للمصريين مثل أوبريت الليلة الكبيرة، «أما في رمضان فيكون الاحتفاء بشخصيات الفوازير أو الشخصيات الرمضانية التي تُميز الشهر الكريم مثل بوجي وطمطم والفوانيس».