هاجر حاتم

تحتفل منظمة الصحة العالمية اليوم 31 مايو، باليوم العالمي للامتناع عن التدخين، إذ تهدف بالتوعية بالمخاطر الصحية المرتبطة بتعاطي التبغ، ومطالبة حكومات الشعوب بوضع سياسات فعّالة للحد من استهلاكه، وحماية الأجيال الحالية والمقبلة من عواقبه الصحية المدمرة، بل وأيضاً من المصائب الاجتماعية والبيئية والاقتصادية لتعاطي التبغ والتعرض لدخانه.

وقد أثبتت العديد من الدراسات مدى خطورة التدخين على صحة الإنسان، إذ يعد واحداً من أكثر الأسباب شيوعاً التي تؤدي للوفاة على الصعيد العالمي، علماً بأنه يؤدي حالياً إلى إزهاق روح واحد من كل عشرة بالغين في شتى أنحاء العالم، بحسب ما أوضحته منظمة الصحة العالمية.

ارتفاع نسبة المدخنين في العالم

التدخين وتأثيره على صحة القلب والرئة


كما أشارت منظمة الصحة العالمية إلى أن وباء التبغ العالمي يودي بحياة ما يقرب من 6 ملايين شخص سنوياً، منهم أكثر من 600000 شخص من غير المدخنين الذين يموتون بسبب استنشاق الدخان بشكل غير مباشر، وإن لم يتم اتخاذ التدابير اللازمة فسيزهق هذا الوباء أرواح أكثر من 8 ملايين شخص سنوياً حتى عام 2030.

وفي هذا الصدد، تحدثت لـ«الرؤية» الأستاذ الدكتور رباب محمد جعفر أستاذ طب الأورام بالمعهد القومي للأورام جامعة القاهرة، عن مخاطر التدخين، ونصائح للمدخنين للإقلاع عن تلك عن تلك العادة السيئة.

أضرار التدخين

اليوم العالمي للتدخين


أوضحت أستاذ طب الأورام رباب جعفر، أن التدخين من العادات السيئة التي تضر بشكل مبالغ به بصحة الإنسان، وتعتبر هي أحد الأسباب الأولى للإصابة بسرطانات الرئة، حيث يتسبب التدخين في ترسيب السموم داخل الرئة.

أخبار ذات صلة

دراسة: الأطفال البدناء أكثر عرضة للإصابة بالزهايمر
المصابون بقصر النظر أكثر عرضة للنوبة القلبية 4 أضعاف

هذا بالإضافة إلى أن التدخين من الأسباب الرئيسية للإصابة بأمراض ومشاكل الشيخوخة، فالمدخن يفقد 10 سنوات من عمره باستمراره بتلك العادة، إذ يؤدي التدخين إلى الإصابة بالجلطات والذبحات الصدرية والقلبية، كما يضر التدخين بصحة البشرة والشعر نتيجة آثار الدخان، ولهذا يبدو المدخنين أكبر سناً من أعمارهم الحقيقية.

وقد أوضحت رباب جعفر، أن التدخين لا يؤدي فقط إلى الإصابة بسرطان الرئة، بل قد يؤدي إلى الإصابة بسرطانات أخرى في الجسم، حتى وإن لم يكن هو المُسبب الرئيسي بها، مثل سرطان الكبد، بسبب السموم التي تدخل الجسم نتيجة التدخين وتؤثر سلباً على وظائف الكبد، وكذلك سرطان البنكرياس، وسرطان الثدي، لأن التدخين يؤثر على مناعة الجسم ككل.

نصائح للإقلاع عن التدخين

آثار التدخين


ذكرت الدكتورة رباب جعفر أن الإقلاع عن التدخين يتطلب إرادة من الشخص بالمقام الأول، وقد يساعده في ذلك التوعية بالمخاطر الصّحية التي يتسبب فيها التدخين، والتي تزيد يوماً بعد يوم، تحديداً لأن الأبحاث تثبت لنا كل يوم مخاطر جديدة ومتعددة لتلك العادة السيئة، فضلاً عن اعتماد العلكات والملصقات التي قد تساعد المدخن في البداية للإقلاع عن التدخين.

كما أكدت رباب جعفر، أن حكومات الشعوب لها دور كبير في الحد من انتشار التدخين، فلا بد من فرض قيود على الكثير من الأماكن المختلفة، ومنع التدخين بها، خاصة أن المدخن لا يؤذي نفسه فحسب، بل يضر من حوله نتيجة ما يُعرف بـ«التدخين السلبي» والذي يؤثر على صحة من حول الشخص المدخن، ولهذا نجد مشاكل صحية لدى الأطفال الذين يدخن آباؤهم وأمهاتهم.

متى تختفي آثار التدخين من الجسم بعد الإقلاع عن تلك العادة؟

تأثير التبغ على صحة الرئة


سألنا الدكتورة رباب جعفر عن أقوال بعض الأشخاص الذين يمتنعون عن الإقلاع عن التدخين بحجة أن تأثيره لا يزول من الجسم، إلا أن تلك المعلومة غير صحيحة كما أكدّت أستاذ الأورام ، فآثار التدخين من الممكن أن تزول من الجسم في فترة ما بين 6-15 عاماً، خاصة وإن كان الشخص يمارس عادة التدخين منذ سنوات عدة، فبالتالي يحتاج الجسم بعض الوقت للتعافي.

تدخين الشيشة

أوضحت رباب جعفر أن مخاطر تدخين الشيشة تفوق بكثير مخاطر تدخين السجائر، حيث يتعرض المدخنون إلى استنشاق الغازات السامة أكثر من السجائر، حيث يتم استنشاق الشيشة لعدة ساعات متواصلة، على عكس السجائر، هذا بالإضافة إلى انتقال الأمراض المعدية نتيجة الاستخدام المتعدد من قبل أكثر من فرد.

التدخين وكورونا

التدخين وكورونا


قد أكدت رباب جعفر أن التدخين ارتبط بشكل كبير بكورونا، لأن مريض كورونا المدخن، تصبح له أعراض المرض أكثر شراهة عن المريض العادي، لأن كورونا يصيب في حالات كثيرة الرئة والمناعة، والتي تكون متأثرة سلباً في الأساس نتيجة التدخين.