محمد ناصر النجدي

تحيي الفنانة الأسترالية روبين ريتش تقاليد العصور القديمة المتمثلة في رسم عيون الأحباء على الإكسسوارات أو المجوهرات أو حتى أدوات المنزل لتذكر كل من يرتديها أو يستخدمها بمن يحب.

وذكر موقع كلوسال أن روبين استحضرت تلك التقاليد التي تعود إلى قرون مضت من خلال مجموعة كبيرة من الأعمال التي أبدعتها وتضم لوحات زيتية صغيرة في أدوات المائدة والعلب والأواني العتيقة الأخرى.

ملعقة للذكريات


رسومات تحوي عيوناً للأحباء يمكن للشخص حملها معه مثل خصلة الشعر، لا تمثل شيئاً للغرباء، ولكنها بالنسبة لمن يرتديها تحمل المحبة والعاطفة والقلب والشجن والشغف والذكريات وحتى الأوجاع، تنقلهم بصورة مستدامة إلى الماضي وتجعلهم يتفاعلون ويتواصلون روحياً مع المحبين.

تقول الفنانة الأسترالية: «أحب إعادة التدوير والاستخدام، وتمنحني الأشياء البسيطة التي أرسم عليها شعوراً جارفاً بالحنين إلى الماضي، أحب رسم العيون لأنها تحمل كل مشاعر وأحاسيس الإنسان ما ظهر منها وما بطن، والعين هي موطن الجمال لذلك أحب أن تكون بؤرة التركيز لكل ناظر للقطعة التي أرسمها أو أعيد تصميمها وتشكيلها.

أخبار ذات صلة

تدريس إدارة الأموال لتلاميذ الابتدائية في بريطانيا
النحت بقش الأرز.. مهرجان سنوي للفنون من مخلفات الزراعة باليابان

وتضيف روبين «تلك الأشياء ربما نستخدمها كل يوم ونعاملها كأمر مسلم به ونتجاهلها وننساها، ولكنها بالنسبة لي قصة وحكاية وذكرى، ووسيط لكي أحكي للناس ما أشعر به بالرسم والتصميم والنقش».

أدوات منزلية تحولت إلى أعمال إبداعية


وسواء تمحورت حول العينين أو الأنف أو الشفتين، فإن كل عمل لها ينقل ويحمل مجموعة واسعة من المشاعر الإنسانية، ويثير في النفس تعبيرات مختلفة وربما متناقضة من المفاجأة والدهشة إلى التوتر والقلق وصولاً إلى الراحة والسعادة والرضا.

ترسم روبين الأصدقاء والغرباء على حد سواء، ومع كل منهم عينين، تصبح كل عين جزءاً صغيراً منها بحسب قولها.



عين الحبيب


وإلى جانب سلسلة أعمالها المستمرة حول الأشياء المنزلية، تتعاون ريتش حالياً مع المصمم كيلتي بيلشيتيك في مجموعة من الأجهزة القابلة للارتداء المخصصة.

ولدت روبين ريتش في ملبورن عام 1971، وهي فنانة وزوجة وأم لطفل.

وبعد 6 سنوات من دراسة الفنون البصرية في جامعة شيزلوم فرانكستون، تشرع الآن في بناء مسيرتها الفنية، من خلال المعارض وورش العمل ومحادثات الفنانين والمسابقات، مستمتعة بالعمل عبر مجموعة متنوعة من الوسائط بما في ذلك الرسم والنحت على القماش، لكن الرسم الزيتي هو شغفها الرئيسي.



روبين ريتش تستحضر الذكريات عبر العيون


ومن خلال الرسم بالألوان الزيتية، تهدف روبن إلى تقديم سرد وتعليق على تجاربنا اليومية، وإحياء الأرواح وقصص الأشخاص والأشياء التي ترسمها.

وهي تدرس في لوحاتها كلاً من الحسن والعاطفة التي تأتي مع الحياة اليومية، ترى الجمال في الأشياء الصغيرة والمنسية، تنجذب لتلك الأشياء، وتتفاعل معها، وتستحضر عبرها الذكريات.



عين تحدق وتستدعي الماضي


كما تحضر لتنظيم معرض منفرد في مدينة ملبورن في أكتوبر المقبل، تحت عنوان I See You أو «أنا أراك»، وهو تتويج لدعوة أطلقتها في عام 2019، للنساء والأشخاص لمشاركة صورهم وقصصهم الإنسانية.

إضافة إلى ذلك، تقوم روبين بتجهيز أرشيف شامل لمنمنماتها على إنستغرام، يشتمل على كل أعمالها الفنية.