صفاء الشبلي

فتاة جامعية كانت ضحية لواقعة تنمر جديدة جرت أحداثها هذه المرة داخل أروقة جامعة طنطا شمالي مصر، بعدما تعرضت الطالبة بالفرقة الثانية بكلية الآداب داخلها إلى واقعة تنمر من جانب مراقبتين للامتحانات وجهتا إليها تعليقات مُسيئة لملبسها.

«خلوني فرجة الكلية» قالت الطالبة العشرينية في تدوينات على حسابها على «فيسبوك» قبل أن يتم تناقله على نطاق واسع مع دعم كبير من جانب رواد التواصل الاجتماعي في مصر.

وعن بداية القصة تقول حبيبة للرؤية «فوجئت بقيام مراقبتين داخل لجنة الامتحان بالتنمر عليّ، ومناداة بعضهم البعض للفرجة على ملابسي، رغم أنني كنت أرتدي فُستاناً مُحتشماً، وإحداهن قالت ليّ: نسيتي تلبسي البنطلون ولا إيه، أنتِ كنتِ مؤدبة، في إشارة منها لارتدائي الحجاب في بطاقة الهوية التي بحوزتها، ثم نادت زميلتها لرؤيتي وقالت لها «تعالي شوفي لابسة إيه.. هم كده الإسكندرانية».

الفستان الذي أثار الأزمة.


وتابعت حبيبة التي من المُنتظر أن تؤدي امتحاناً آخر اليوم بعد تداول قصتها على «فيسبوك»، إنها تخشى الذهاب للامتحان، إذ إنه وبرغم الدعم الذي لاقته على الـ«سوشيال ميديا» تخاف أن تتم معاملتها معاملة سيئة من جانب باقي المراقبين داخل اللجنة، وهو ما سيؤثر على أدائها في الامتحان، لذا فكرت في اصطحاب شقيقتها معها من مدينتها الإسكندرية إلى مدنية طنطا في رحلة تستغرق 4 ساعات ذهاباً وإياباً، حتى تكون داعمة لها إن تعرضت لأي مضايقات.

وأضافت حبيبة «ليس لديّ أي توقع عما يمكن أن يحدث، سواء من المراقبين أو أي من الطلبة، رغم أن جميع زملائي يدعمونني، إلا أنني أشعر بالخوف، لذا سأتعمد أن ألم شعري رغم أنني أكره ذلك لأنه يشعرني بالصداع، لكنني مضطرة منعاً لأي سخافات من جانب البعض، وسأرتدي (كاب) كي لا يعرفني أحد».

أخبار ذات صلة

تدريس إدارة الأموال لتلاميذ الابتدائية في بريطانيا
النحت بقش الأرز.. مهرجان سنوي للفنون من مخلفات الزراعة باليابان

وتابعت الفتاة العشرينية «أنا في حالة نفسية سيئة، ولا أريد الدخول في مشاحنات من أي نوع، ورغم أن ملابسي كانت محتشمة، إلا أنني تعرضت للتنمر، لكن ما سأفعله في امتحان الغد هو وضع مؤقت، طالما لم أتجاوز حدودي في ملبسي، فليس من حق أي شخص أن يُغير مني».

والد حبيبة طارق زهران يقول للرؤية، إن ابنته شخصية مسؤولة، وكل قرار تتخذه يخضع للمناقشة العائلية، ولا تخفي ابنته عنه أي تفاصيل وهو ما نشأت عليه، وهو ما جعلها أيضاً تخبره بما تعرضت له في واقعة التنمر داخل الكلية.

وأضاف «بنتي كلمتني وحكتلي كل حاجة وكل ما كان يشغلني هو أن تعود للإسكندرية بأقصى سرعة، لن أتنازل عن حقها، وسأتقدم بشكوى رسمية لجامعة طنطا للتحقيق العاجل فيما تعرضت له، ورغم أن وسائل الإعلام تتداول أن الواقعة في النيابة العامة، إلا أنني حتى الآن لم أتلقَ أي دعوة للتحقيق».

وأضاف زهران «عميد كلية اللغات الشرقية بطنطا هاتفني ودعم ابنتي بشكل كبير، والمجلس القومي للمرأة أيضاً يدعمنا، ولن أُجبر ابنتي على ارتداء ملابس يراها البعض أكثر أخلاقاً بمقاييسهم، طالما لم تتجاوز الذوق العام أو العادات والتقاليد، وعندما خلعت ابنتي الحجاب كان بناء على مناقشة بيننا كما عودتها ولن أجبرها على فعل ليست مُقتنعة به في الوقت الحالي، وما حدث معها في الجامعة تمييز وتنمر لن أسمح أن يؤثر عليها، وسأكون بالمرصاد لمن أذوها نفسياً».



«فستان حبيبة» كان الأكثر تداولاً على وسائل التواصل الاجتماعي، وسط دعوات من السيدات المصريات بحث غيرهن بارتداء الفساتين مرة أخرى، باعتبارها كانت موضة الستينيات التي اختفت من مصر، وباعتبار أنها تُبرز أنوثة المرأة أيضاً دون أي عيب أو مانع أخلاقي لارتدائها طالما كانت مُحافظة على عادات المجتمع وتقاليده، وترحيب أيضاً من الرجال الداعمين لفكرة إعادة فساتين «الستينيات» للتربع على عرش «الموضة» مرة أخرى.

الدعم لم يتوقف عند رواد التواصل الاجتماعي فحسب، بل امتد لعدد من النجوم منهم الفنان أحمد حاتم الذي وجه لحبيبة كلمات شعرية ختمها بقوله «قمر».



أما الفنان أحمد فلوكس فقد دعمها بأسلوب اعتبره البعض كوميدياً، حيث علق بأنه يتمنى طلب يدها لابنه سيف «لو كان كبير شوية»، وكتب فلوكس على حسابه بـ«فيسبوك»: "لو ابني كبير شويه مكنتش أتردد لحظه إني آجي وأطلب إيدك لابني سيف.... ربنا يحفظك".

كما تقدم الدكتور سمير صبري المحامي ببلاغ للنائب العام ضد مراقبي واقعة التنمر على حبيبة، مُؤكداً أن ما تعرضت إليه الفتاة يشكل أركان جريمة التنمر المؤثمة بموجب نص المادة (309 مكرراً ب) من قانون العقوبات المصري.

من ناحية أخرى علقت الدكتورة مايا مرسى رئيسة المجلس القومى للمرأة، عبر «تدوينة» لها على صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي «فسيبوك»: «البنت تحترم.. تلبس فستان تحترم.. تلبس حجاب تحترم.. تلبس مايوه تحترم.. تلبس بوركينى تحترم.. فرض الوصاية على الناس كده جريمة؟.. والقانون موجود».

فيما أعلنت جامعة طنطا فتح تحقيق في الواقعة وتفريغ الكاميرات وإحالة الأمر للنيابة العامة.