لم تستسلم ربا أبو العيش من غزة بعد إخفاقها في عدة مشاريع اقتصادية أقامتها بسبب الوضع الاقتصادي المتردي لتنهض مجدداً لتدير مخبزاً بلدياً تطمح في تطويره.
قبل عامين تمكنت أبو العيش (48 عاماً) من شراء هذا المخبز الذي يقع في حي التفاح الشعبي شرقي مدينة غزة وأعادت تأهيله لتديره باقتدار.
لم تعمل ربا في تخصصها التأهيل المجتمعي منذ تخرجها من الجامعة عام 2007 إلا قليلاً لأن طموحها كان كبيراً بتأسيس مشروع تديره، بحسب حديثها لـ«الرؤية».
وقالت ربا: «الذي دفعني لشراء هذا المخبز ليس الوضع الاقتصادي رغم أهميته؛ ولكن حبي للعمل في الدرجة الأولى لأنني تخرجت من الجامعة تخصص تأهيل مجتمعي ولم أمارس العمل فيه، وكان لدي طموح كبير في مجالات أخرى لأجد ضالتي في المخبز».
وأضافت: «في البداية تعرضت لانتقادات كثيرة بسبب عملي في المخبز، فهي مهنة يحتكرها الرجال بالعادة، لكن فيما بعد تقبّلني الناس أكثر وشجعني من حولي على الاستمرار لا سيما زوجي الذي يقف إلى جانبي».
وتدير ربا المخبز ولديها 2 من العمال وزوجها وتطمح أن توسع هذا المشروع، رغبة في إثبات ذاتها والقدرة على العطاء والنجاح.
وتبدأ ربا يومها مبكراً مع السادسة صباحاً حيث تمر عملية صناعة الخبز البلدي بخمس مراحل تبدأ أولها من العجين، ثم تقطيعه يدوياً، ثم تقوم بوضعه على الآلة لترقه وتفرده، ومن ثم تخبزه وتبرده وتعبئه كي يكون جاهزاً، حيث تنتج يومياً 1200 رغيف حسب الطلب من الزبائن.
وأشارت إلى أن مخبزها يتميز بصنع الخبر البلدي الأقرب للبيت لأنه يعتمد على الشغل اليدوي أكثر من الآلي وهو ما يرغبه سكان غزة.
وتتمنى ربا أن تفتح قسماً خاصاً بالمعجنات لتشغل عدداً من الفتيات اللاتي يجدن صناعتها.
وأشارت إلى أنها تواجه مشكلة كبيرة في أنها غير معروفة بين الناس وبحاجة للترويج وأن المنطقة التي يقع فيها المخبز منطقة شعبية نائية، معربة عن أملها أن يكون في مكان أفضل.