عبدالغني الشامي

منذ نعومة أظفارها، وإقبالها على الحياة وهي في عمر الـ14 لم تتجه إلى ما يلفت انتباه أي فتاة في سنها، بل كان ما يلفت انتباهها ما كانت كثير من الفتيات يعزفن عنه: «المطبخ»، فكان بمثابة العالم الجميل أو الإبداع الذي من خلاله تحقق حلمها بصنع أشهى المأكولات والحلويات لأهل بيتها.

إنها الشيف سمر النباهين ابنة الـ41 عاماً متزوجة ولديها 3 أبناء، درست اللغة الإنجليزية في جامعة الأزهر بغزة، بعد ذلك عملت في مجال الإدارة في كثير من الأماكن، ولكن مهنة الطبخ لم تغب عن بالها أبداً وكثيراً ما كانت تسيطر عليها، فتدفعها للاستزادة والتعلم والإبحار بين أسراره.

بدأت سمر في أخذ العديد من الدورات «أونلاين» عبر الجروبات الجزائرية، والشيفات ومتخصصة في المجال وفي مصر وإيطاليا حيث أخذت "كورس" مع شيف إيطالي لصناعة الشوكولاتة فقط.

وتروي سمر لـ«الرؤية» رحلتها في عالم الطبخ وكيف تطورت لتصبح واحدة من أوائل الشيفات في غزة بفضل حبها للطبخ ومثابرتها وإصرارها وعزيمتها.

أخبار ذات صلة

تدريس إدارة الأموال لتلاميذ الابتدائية في بريطانيا
النحت بقش الأرز.. مهرجان سنوي للفنون من مخلفات الزراعة باليابان

وتقول سمر: «بعد كل هذه الدورات في الطهي وجدت نفسي، وطورت من قدراتي، وكفاءتي، عملت مشروع أكل بيتي ليكون المشروع الأول من نوعه في غزة وعلى مستوى فلسطين».

وأضافت: «كنت أعمل وجبات أكل وليس أكل شعبي، ولكن سندويشات غربي بروستد، وكنتاكي، وتشيكن بيتزا لتجد إقبالاً كبيراً عليها».

صعوبات

واستعرضت الشيف سمر الصعوبات التي واجهتها خلال عملها والتي تمثلت في توصيل الطلبات للزبون غير ساخنة نظراً لأنها تستخدم وسيلة التوصيل عبر ما يعرف بالدليفري عبر الدراجات النارية وهي وسيلة الدليفري الوحيدة بغزة لتوصيل الطلبات.

أما عن الصعوبة الثانية فتتمثل في الانقطاع المتواصل للتيار الكهربائي في غزة، مشيرة الى أن ذلك يحد من تجهيزها المسبق لكميات من الأكل المراد عملها نظراً لعدم وجود التجميد ليخفف الضغط عنها.

وقالت: «شغفي لعالم الطهي، دفعني ويدفعني للمزيد، حيث أخذت دورات مختلفة بالطهي الغربي والشرقي والاستدامة الغذائية من جمعية الطهاة العالمية (الواكس)، ومركز شيف منتصر مسعود وهو مدير مركز تدريب وابتكار الطهي في مصر، وحالياً دورات مركز خليفة المصوص في الجزائر والشيف المتقدم وكثير من الدورات والشوكولاتة»، مؤكدة أنه كلما سنحت لها الفرصة بالمزيد من الدورات تقدمت لها.

وأضافت: «حالياً أعمل مع ماستر شيف بلال أبوالقمصان لتقديم العديد من الدورات في كل المجالات الأكل الشرقي الغربي الحلويات البوظة المخبوزات الفرنسية لأشخاص لديهم الرغبة بفتح مشاريع خاصة بهم، حيث بإمكاننا أن نقوم بتعليمهم على منيو مطعم كاملة من شوربات وجبات وسندوتشات وكذلك تعليم السيدات الكيك كمبتدئة ومتقدمة وشباب يطمحون لفتح مشاريع بهذا المجال».

ونوهت الشيف سمر بأن مشروع الأكل البيتي متوقف حالياً لأنها تقوم بتدريب من يرغبون بتعلم الطبخ وسط روح معنوية عالية، كيف لا وهي تعمل بالشيء الذي تحبه من صغرها.

وقالت: «طموحي عمل مركزي الخاص بتعليم الطبخ وإن شاء الله يكون أكاديمية ليخدم أبناء وطني بشكل يليق بمستوى الشيف عالمياً».