شهاب الأسمر

حققت السيدة مها الحصيني حلمها بعد مرور 35 عاماً من الانقطاع الكلي عن الفصول الدراسية، متجاوزة المرحلة الثانوية بمرتبة الامتياز بواقع معدل 91.9%، محققه بذلك أعلى معدل على مستوى كبار السن المتقدمين للثانوية على مستوى المحافظات الفلسطينية، وبذلك كسرت قاعدة العلم لا يرتبط بالعمر.

وسردت الفلسطينية مها الحصيني 50 عاماً حكايتها خلال لقائها مع «الرؤية»، في المثابرة خلف حلمها الذي يراودها منذ 35 عاماً في الحصول على شهادة الثانوية العامة، واستكمال المرحلة الجامعية، ولكن أحالت المحطات الحياتية أمام مسار حلمها الذي بقي خالداً في مخيلتها حتى تحقق.

تزوجت مها بعمر 15 عاماً، وذلك دفعها إلى الجلوس في المنزل ضمن قاعدة مجتمعية قديمة بأن الفتاة الفلسطينية حين زواجها تتفرغ بشكل كامل لمهام منزلها، ما منعها من استكمال مرحلتها الدراسية، لتشغلها أمور الحياة رغم تفوقها في الدراسة.

الحلم بقي مستقراً في ذهنها، لتكن الفرصة الثمينة بعد إيفائها معظم مسؤوليتها من تربية أبنائها وأحفادها، وذلك ما دفعها إلى تأخير سنة الدراسة تخوفاً من الفشل لعدم استقرار وقتها اليومي، وبذات الوقت كان الشغف بتعايش تفاصيل الفرحة بتخطي المرحلة تسيطر على قلبها.

الفلسطينية مها برفقة زوجها وأخيها


لم تكن الطريق ممهدة أمامها، حيث واجهت صعوبات في الانقطاع عن الدراسة نتيجة الحجز المنزلي مدة أسبوعين لمواجهة جائحة كورونا، واصطدمت أيضاً بصعوبة التعامل مع مادتَي الرياضيات واللغة الإنجليزية، ما دفعها للجوء إلى معلمين خصوصيين متجاوزة كافة العقبات.

أخبار ذات صلة

تدريس إدارة الأموال لتلاميذ الابتدائية في بريطانيا
النحت بقش الأرز.. مهرجان سنوي للفنون من مخلفات الزراعة باليابان

وقالت مها كنت ألتزم في حضور الدروس المدرسية داخل المدرسة وكنت أهتم بالتحضير اليومي والمشاركة في الأنشطة الفصلية، ذلك جعلني على اطلاع بتفاصيل الدروس المدرسية، ولكنني كنت لا أستطيع توفير الأجواء المناسبة للدراسة في المنزل لتراكم المهام اليومية، لأجد من الشهر الأخير في العام المرحلة الحاسمة في الدراسة، ما دفعني إلى تكثيف ساعات الدراسة، وبالإضافة إلى فترة الامتحانات التي كانت نقطة النهاية في حصاد ما زرع من دراسة.

وتطمح السيدة مها إلى دراسة اللغة العربية أو اللغة الإنجليزية في المرحلة الجامعية، محققه بذلك استكمال مشوار حلمها، في وقت تنفرد في التعلم من بين أوساط أبناء منزلها.

وترى أن المرحلة الثانوية العامة ليست مبنية على قاعدة الحظ بقدر كونها جني ثمار جهد واجتهاد يستمر طوال العام في الدراسة من أجل الحصول على المعدل المرجو.