سلمى العالم

يعمل المصور الإماراتي حسين الموسوي على مشروع يركز على توثيق صور واجهات المباني المعمارية في الخمسين سنة الأولى من عمر دولة الاتحاد، حيث يسعى إلى توضيح أنماط وجماليات واجهات العمران على مدى الخمسين عاماً الماضية.

وينطلق الموسوي في مشروعه من فلسفته التي يؤمن فيها بأن واجهة المبنى هي ما يعبر عن هوية المبنى، ومن خلال جمع صورها يمكن التعبير عن الهوية المعمارية لشارع أو منطقة أو مدينة.

وقال في حديثه لـ«الرؤية»: "أسعى إلى فهم وتوثيق التراث المعماري الحديث والمعاصر في شتى المدن الإماراتية، حيث أنظر إلى اتحاد الدولة كنقطة بداية لرصد التطور المعماري الحديث".



وتابع: على الرغم من أن المشروع لم يتطرق للهوية المعمارية لما قبل قيام الدولة، إلا أن بعض النماذج الموجودة به توثق تأثير التراث المحلي والعربي على المعمار.

أخبار ذات صلة

تدريس إدارة الأموال لتلاميذ الابتدائية في بريطانيا
النحت بقش الأرز.. مهرجان سنوي للفنون من مخلفات الزراعة باليابان



اختار الموسوي التفرع لهذا المشروع كي يتمكن من تغطية شتى أنواع واجهات الأبراج والمباني الشاهقة بالوقت الحالي، وسيتجه بشكل أكبر نحو المباني المتوسطة والصغيرة في مراحل متقدمة.

وأشار إلى أن التركيز على التصاميم التي طُورت من قبل المعماريين، يتم عزلها بصرياً لرؤية ملامحها بوضوح دون تشتيت عناصر الإطار العام بالمنطقة أو الشارع.

مشروع طويل الأمد

خلال ورشة عمل لتصوير المباني


يؤمن الموسوي أن المشروع طويل الأمد، وسيمتد لعقد آخر من الزمان، فقد بدأه عام 2018، وبصدد إيجاد عنصر مشترك يضم الأطوار الحديثة والمعاصرة ضمن مشروع واحد، إلا أنه وجد نفسه منغمساً في تحديد «التناظر المعماري» ليكون محور المشروع.

بناية ليوا


وبعد مطاردة التناظر اكتشف الموسوي أبعاداً أخرى للمعمار جعلته يتناول المادة بشكل أكثر دقة، وما زال بطور استكشاف هذه الأبعاد، وهو ما يجعل المشروع أكثر تشويقاً وتكاملاً على حد تعبيره.

بناية العميرة


بدأ الموسوي اهتمامه بالمشهد الحضري عندما عاش في مدينة ملبورن بأستراليا لمدة 3 سنوات، بين 2009-2012.

مركز دبي التجاري العالمي


وقال: "شهدت هذه الفترة نضوج تجربتي في التصميم الغرافيكي والتصوير الفوتوغرافي، إلا أن العنصر الثالث والمكمل هو الإطار الحضري الثري الذي عشت فيه والذي ساعدني على دراسة التفاصيل الحضرية كمصمم ومن ثم توثيقها كمصور."

وتابع: "عند رجوعي إلى دولة الإمارات عام 2013 عكفت على تفحص تفاصيل لطالما كانت أمامي دون إدراك قيمتها في التعبير عن هويتنا الحضرية، فقادتني عملية الاستكشاف التي استمرت 5 سنوات لتوثيق عدد من الأنماط المعمارية شبه الدائمة، ومن بعدها اتجهت إلى توثيق الواجهات."

استشراف المستقبل

خلال ورشة عمل لتصوير المباني


ولفت إلى أن المشروع سوف يمنح على المدى البعيد مع نمو التشكيلة انطباعاً أوضح عما سوف يؤول إليه تطور الأنماط المعمارية، حيث يتطلب فهم الماضي والحاضر بشكل واضح لاستشراف جانب من ملامح المستقبل.

بناية عبيد المزروعي


وقال: "آمل الاستفادة من كل ما هو إيجابي في الأنماط الحديثة للتأثير على المعمار المعاصر ذي الطراز العالمي والذي يفتقر بعض الأحيان إلى هوية وبناء يناسب البيئة المحلية، سواءً من النواحي الجمالية أو العملية."

بناية الجزيرة


وعلى الرغم من عرضه لمجموعة من الصور خلال معرض بالسركال أفنيو عام 2019، إلا أنه ما زال يعمل على المنتج النهائي للمشروع، الذي سيعرضه بصورة أرشيف رقمي تفاعلي، من خلاله يستطيع المستخدم تصنيف الواجهات تبعاً لمعايير معينة (مثلاً التصنيف الزمني) ليجعل من هذا المشروع مرجعاً بعثياً، كما أنه سيسعى لعرضه ضمن سلسلة من المعارض الفنية وعبر وسائل الإعلام.

تحديات

بناية الإبراهيمي


وحول أبرز التحديات، أشار إلى النطاق الجغرافي الواسع للمشروع الممتد على مناطق الدولة، كونه يواجه صعوبة في الانتقال والتواجد على الدوام في جميع إمارات الدولة بالتزامن مع التزاماته الوظيفية.

وأضاف: "الالتزام بأسلوب واحد بالتوثيق لتشكيل مجموعة متناسقة بالمنتج النهائي، والذي يتطلب اختيار أفضل أوقات التصوير لكل واجهة والتي تراوح بحدود 15 دقيقة بعد الشروق أو قبل شروق الشمس، وقد لا يتطلب التوثيق هذه الدقة، إلا أن الإخراج الفني لهذا المشروع هو ما يضفي قيمة قد لا تتواجد في مشاريع توثيقية أخرى."