غنوة كنان

شهد اليوم الأول من مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ (كوب26) دعوات موجهة للاقتصادات الكبرى في العالم بالالتزام بوعود المساعدة المالية لمعالجة أزمة المناخ، بينما قدمت الهند والبرازيل، اللتان تنتج عنهما معدلات تلوث عالية، تعهدات جديدة بخفض الانبعاثات.

ودعا قادة العالم وخبراء البيئة وناشطون اليوم إلى اتخاذ إجراءات حاسمة لوقف الاحتباس الحراري الذي يهدد مستقبل الكوكب في افتتاح قمة كوب26 التي تستمر أسبوعين في مدينة غلاسكو الأسكتلندية.

البشرية تتطلع إلى قيام المسؤولين في الدول والحكومات بواجباتهم في العمل واتخاذ القرارات المسؤولة - أب.

ويشارك ممثلو أكثر من 190 دولة في القمة التي تنظمها الأمم المتحدة، ويطلق عليها «كوب 26»، وتأتي وسط تحديات غير مسبوقة لتغير المناخ ظهرت في الكوارث الطبيعية التي عصفت بمناطق عدة حول العالم في وقت سابق من 2021

التطورات العالمية وقمة غلاسكو



الجهود المبذولة لا تزال بعيدة جداً عن مواكبة التحديات المناخية - رويترز.

وفيما يخص التطورات الأخير على الساحة العالمية والتي تتعلق بمبادرة الحياد الصفري بحلول 2050، وفترة التعافي من الجائحة، وتعهد الصين بتقليل نسبة انبعاثاتها باعتبارها صاحب نسبة كبيرة من غازات الانبعاثات، وعودة أمريكا للاتفاقية، قالت الباحثة الاقتصادية والمستشارة في مجال التغير المناخي وتمكين المرأة سمر قصيباتي لـ«الرؤية» إن جميع هذه العوامل ستساهم بشدة لتكثيف الجهود العالمية لمواجهة التبعات المناخية.

أخبار ذات صلة

«كوب 26»: مسودة البيان الختامي تدعو لتبكير أهداف خفض الانبعاثات 3 أعوام
«كوب26»: الإمارات تؤيد أجندة عمل للتحول إلى الأغذية والزراعة المستدامة

وقال الدكتور رئيس مركز معلومات تغير المناخ في وزارة الزراعة المصرية الدكتور محمد علي لـ«الرؤية» إن التطورات الأخيرة التي سبقت كوب26 في غلاسكو، والتي كان أهمها فترة التعافي من جائحة كورونا والتي أطلق عليها التعافي الأخضر حيث كان هناك تصارع كبير بين الدول للتعويض وتعزيز الاقتصاد، ما تسبب بضغط كبير على موارد الطاقة وأدى إلى بداية أزمة عالمية للطاقة.

على الدول الصناعية الكبرى والمتقدمة، تحمل مسؤولياتها والتزاماتها في الحد من الانبعاثات الكربونية - رويترز.

وفيما يتعلق بالصين أكد الدكتور فهمي أن تعهدات الصين بأن يكون التعافي من الجائحة منضبطاً بالإضافة إلى عودة الولايات المتحدة للاتفاقية، جميعها أمور ستعزز من مخرجات قمة كوب 26.

التحديات



البشرية تتطلع إلى قيام المسؤولين في الدول والحكومات بواجباتهم في العمل واتخاذ القرارات المسؤولة - أب.

وفيما يتعلق بالتحديات المناخية، أكد الدكتور فهيم أن الدول النامية هي المتضرر الأكبر من ظاهرة التغير المناخي، حتى لو كانت الظواهر المناخية الجامحة أكبر بالدول المتقدمة، إلا أنها لديها الإمكانيات والبنية التحتية المتقدمة التي تستوعب هذه الظواهر.

وأوضحت قصيباتي أن أهم التحديات التي تواجه الدول لتحقيق أهداف التنمية المستدامة هي ازدياد الفقر والجوع وتوفير الأمن الغذائي المستدام، وتوفير اللقاحات بالإضافة إلى تحقيق المساواة والعدالة بين الجنسين وتمكين النساء والفتيات اقتصادياً واجتماعياً.

وأوضحت أن الجهود المبذولة لا تزال بعيدة جداً عن مواكبة التحديات المناخية، وخاصة خلال الآثار المناخية المترتبة على الاقتصادات والسكان.

يجب على جميع الدول أن تضع مبادرات تهدف في وضع حد للحياد الكربوني بحلول 2050 - أب.

ومن ناحيته قال أستاذ الكيمياء في جامعة الإسكندرية الدكتور صلاح سليمان إن العالم مقبل نحو كارثة مناخية، وأن مفتاح النجاة منها في أيدٍ قليلة على هذا الكوكب، ويعتمد على مدى صدق وإخلاص وشجاعة تلك الأيادي جميعها في تحمل تلك المسؤولية الخطيرة.

وأضاف أنه يجب على الدول الصناعية الكبرى والمتقدمة، تحمل مسؤولياتها والتزاماتها في الحد من الانبعاثات الكربونية، وبالتالي على الدول الزراعية الكبرى أيضاً تحمل مسؤوليتها في الحد من انبعاثات الميثان، والعمل على ابتكار نظام إنتاج زراعي بعيد عن التكثيف وحيد المنتج، ونوه بوجوب الالتزام بالمحافظة على صحة البحار والمحيطات وحمايتها من التلوث، وضرورة ضبط استهلاك الموارد الطبيعية بما فيها الغذاء والملبس والأنشطة الترفيهية غير المسؤولة.

وتابع أن هناك العديد من التحديات التي تواجه الدول لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، أهمها وضع الخطط المتكاملة، والتوجيهات والقرارات، وضمان الجودة ودقة واستمرار المتابعة والمقياس، منوهاً بأنه بدون هذه الركائز سيصبح من الصعب إجراء الإصلاحات في حينها.

وتابع أن فهم مصاعب وممرات التخطيط التكامل للأهداف المرجوة والقدرة على الموازنة بينها أحد التحديات التي تواجهها الدول والتي في حال تم تطبيقها سيكون لها مردود إيجابي في التصدي للمناخ.

الأهداف



هناك العديد من التحديات التي تواجه الدول لتحقيق أهداف التنمية المستدامة - أ ف ب.

فيما يتعلق بالأهداف المرجو تحقيقها من خلال قمة المناخ في غلاسكو، أكدت قصيباتي أنه يجب على جميع الدول أن تضع مبادرات تهدف في وضع حد للحياد الكربوني بحلول 2050، وحشد التمويل من أجل وضع أهداف واستراتيجيات تنموية لدول العالم النامية تهدف لخفض الاقتصاد الكربوني ووضع آليات تنفيذية للوصول للحياد الصفي وحث الدول على إعداد استراتيجيات طويلة الأمد واتباع إجراءات وسياسات لصالح التنمية المستدامة والاقتصاد الأخضر.

وأشار الدكتور سليمان إلى أن البشرية تتطلع إلى قيام المسؤولين في الدول والحكومات بواجباتهم في العمل واتخاذ القرارات المسؤولة من أجل تحييد أو وقف الانبعاثات التي تقود إلى استمرار تغير المناخ.

إقرأ أيضاً:



الإمارات..«إنجازات خضراء» في مواجهة التغير المناخي

مجموعة آسيا والمحيط الهادئ تؤيد طلب الإمارات استضافة مؤتمر COP28 في 2023

تغطية مستمرة.. قمة غلاسكو للمناخ تنطلق رسمياً بحضور زعماء العالم