عبدالغني الشامي

كثيراً ما سمعنا الحاجة أم الاختراع، ولهذا المثل مذاق آخر في قطاع غزة، الأمر الذي دفع الكثيرين إلى التفكير خارج الصندوق وإيجاد البدائل التي تمكّنهم من مواصلة المسير نحو الإبداع والابتكار.

وما إن يحل علينا فصل الخريف ويبدأ المزارعون بقطف ثمار الزيتون، فيتحول جزء منه للخزين وآخر يتم تحويله إلى زيت، الأمر الذي قد ينتج عنه الأطنان مما يسمى بجفت الزيتون بعد العصر.

وقال المهندس تامر أبومطلق، وهو شريك مؤسس في مشروع «أوليف كيك» لإعادة تدوير مخلفات عصر الزيتون في بلدة عبسان الكبيرة، لـ«الرؤية»: «المشروع عبارة عن تحويل المخلفات الصلبة من الزيتون إلى مصدر بديل للطاقة في ظل النقص في موارد الطاقة وغلاء المواد البترولية ومشتقاته وهو بديل للحطب ويحافظ على البيئة، كما أن تحويله إلى بديل للحطب ينقذ التربة من الهلاك، فعند حرقه عبر مكبات النفايات يخرج غاز الميثان، كما أن عملية تحلله في التربة تحتاج إلى استهلاك كميات كبيرة من غاز النيتروجين وبالتالي يؤثر على خصوبتها».

ويضيف: "في عام 2018 بعد التخرج عندما تطوعنا في بلدية عبسان الكبيرة، قد وجدنا احتضاناً من مركز العمل التنموي معاً فبدأنا التفكير في كيفية تحويل تلك الكميات الكبيرة من الجفت إلى مصدر نظيف للطاقة.

ويتابع: «بدأت فكرة المشروع كنموذج أولي جاءت على خطى الآباء والأجداد، حيث كانوا يصنعون كريات الجفت التي يصنعوها وقت حصاد الزيتون ومن ثم يستخدمونها وقت الشتاء والبرد القارس لرخص ثمنها مقارنة بالحطب».

أخبار ذات صلة

تدريس إدارة الأموال لتلاميذ الابتدائية في بريطانيا
النحت بقش الأرز.. مهرجان سنوي للفنون من مخلفات الزراعة باليابان

ويعدّ «الجفت» أو التفل بقايا الزيتون بعد استخراج الزيت منه، عبر فصل الزيت بعد العصر عن النواة واللب بشكل كامل.

وبيّن أبومطلق أن الفائدة من المشروع هو تحويل الجفت إلى مصدر بديل للطاقة، حيث إن سعر الطن من الحطب يصل من 800 إلى 1000 شيكل مقارنة بجفت الزيتون، فأقصى ما يصل إليه هو 350 شيكل، حيث إن السعر يصل إلى أقل من النصف، وهذا الشيء يخفف عن المواطن خاصة في المناطق الزراعية وربات المنازل ممن يقمن بأعداد الطعام باستخدام أفران الطينة، وبالتالي المزارعين ومربي الماشية الذين يعتمدوا على الغاز فهذا يكون بديلاً عن الغاز.

وأوضح أبومطلق أن قالب الجفت تم صنعه بشكل أسطواني ليسهّل استخدامه بقطر 3 إنشات وطول 10 أو 20سم حسب الاستخدام.

وتطرق إلى الصعوبات والعقبات التي واجهته فيقول: «تمثلت في إيجاد ماكينة صنع قوالب الجفت حيث قمنا بصناعتها بشكل يدوي وبإمكانات محلية بغزة وقد استغرق صنعها قرابة العام من التجربة».

كما شكل عدم وجود تمويل لتطوير هذه الماكينة عائقا أيضاً، مؤكداً أن المشروع يعد مصدر دخل لقرابة 10 أشخاص يعملون به، متمنياً أن يكبر المشروع ليوفر فرص عمل للكثيرين في ظل البطالة المستفحلة التي يعانيها القطاع.