هاجر حاتم

نتج عن أزمة الكورونا، ارتفاع نسبة البطالة في العالم بشكل ملحوظ، ففي 2020 أدت الجائحة إلى سقوط أكثر من 88 مليون شخص في الفقر المدقع، وارتفعت هذه النسبة بشكل أكبر بعد ذلك، بحسب world bank حيث تضررت الصناعات المختلفة بهذه الأزمة بشكل ملحوظ.

وبناء على ذلك، فقد العديد من الأشخاص حول العالم لوظائفهم المختلفة، في حين تعّرض البعض لخفض رواتبهم، أو مهددون بفقدان وظائفهم الحالية، ما يضعهم تحت ضغط نفسي قوي يؤثر على الحياة بشكل عام.

وقد تحدث لـ«الرؤية» استشاري الطب النفسي د.جمال فرويز، عن التأثير النفسي الكبير لفقدان الأشخاص لوظائفهم، وتقليل رواتبهم.

أوضح جمال فرويز، أن الشخص الذي يفقد وظيفته قد يشعر بالدونية واليأس، ما يؤثر على حياته النفسية والاجتماعية ككل، خاصة إن كان شخصاً مسؤولاً عن عائلة كاملة، وقد يؤثر ذلك على صحته الجسدية أيضاً، لدرجة قد تصل إلى مشاكل صحية خطرة نتيجة التوتر والقلق الزائد.

وأضاف فرويز إلى أن أعراض الاكتئاب زادت بشكل كبير نتيجة فقدان الأشخاص وظائفهم، أو شعورهم بالتهديد نتيجة تقليل رواتبهم، وبالتالي سوف تتغلغل لديهم مشاعر الإحباط، وصعوبة التفكير، والشك في أنفسهم وفي من حولهم نتيجة انعدام الثقة، وعدم القدرة على ممارسة الحياة، والبعض منهم سوف يتعاملون مع الأمر وكأنه نهاية العالم.

مشكلات كبرى

أخبار ذات صلة

دراسة: الأطفال البدناء أكثر عرضة للإصابة بالزهايمر
المصابون بقصر النظر أكثر عرضة للنوبة القلبية 4 أضعاف



أشار فرويز، إلى أن الأشخاص السيكوباتيين، الذين يعانون من العصبية الزائدة، قد يتطور بهم الأمر إلى مشاكل جسيمة عند فقدان وظائفهم، حيث إن الوظيفة كانت أمراً يشغلهم عن التصرف بطريقة عنيفة أو إيذاء أنفسهم أو من حولهم، وبالتالي سيحاول هؤلاء الأشخاص البحث عن طرق كسب غير مشروعة للحصول على الأموال، وهذا الأمر هو ما خلق لنا نماذج مختلفة في المجتمع تسعى لتحقيق الشهرة عن طريق النصب من خلال الإنترنت، تلك التي ارتفعت بشكل ملحوظ منذ أزمة كورونا.

وإذا لم يستطع هؤلاء الأشخاص تحقيق هذا النوع من المكاسب المالية، قد يصل بهم الأمر إلى إيذاء أنفسهم عن طريق الانتحار مثلاً، بعد الدخول في حالة قوية من الاكتئاب، كما قد تظهر لدى البعض أعراض جسيمة أخرى، تصل إلى حالات الانفصام في الشخصية.

المشكلات الاجتماعية



أشار فرويز إلى أن فقدان الشخص لوظيفته لا يؤثر فقط عليه وحده، بل يؤثر على من حوله، فقد شهد العالم ارتفاعاً كبيراً في حالات الطلاق في الآونة الأخيرة، نتيجة انعدام الأمان بسبب فقدان الأشخاص وظائفهم، ما ترك أثراً نفسياً سلبياً على من حوله، وبالتالي تأثرت علاقاته الاجتماعية بالشريك.

ولأن فقدان الوظيفة يؤدي إلى شعور الشخص بالدونية، فبالتالي ستتأثر علاقاته بأصدقائه وعائلته، ما يدفعه إلى افتعال المشكلات أو الحساسية الزائدة تجاه من حوله.

الدعم النفسي



أكد فرويز أن الدعم النفسي سيكون مهماً جداً لكل شخص فقد وظيفته، أو يتعّرض للتهديد بفقدانها أو تم تقليل راتبه، ويتم علاج كل شخص حسب حالته، حيث تختلف الحالات وتتفاوت بشكل نسبي، خاصة أن مسألة فقدان الوظيفة تؤثر بشكل قوي جداً على حياة الشخص، وقد يصل الأمر إلى تناول بعض الأدوية إن تطورت الحالة.