عصام زكريا

في الفيلم الوثائقي المصنوع عن مسلسل «لا كازا دي بابل» بعنوان «الظاهرة»، يقول أحد صناع العمل إنهم كانوا يحتاجون إلى بعض «اللوازم» التي توجد عادة في الأعمال الجماهيرية الناجحة، ومنها أيقونة تعبر عنه، وقد وجدوها في قناع سلفادر دالي الذي ترتديه العصابة، ومنها أغنية تعبر عن مضمون العمل وروحه، وقد وجدوها في أغنية «بيلا تشاو» التي ارتبطت في نسختها الإسبانية بالمسلسل رغم أنها أغنية قديمة تعود إلى أكثر من قرن مضى. وقد حققت الأغنية نجاحاً كبيراً عقب عرض الموسم الرابع، تضاعف بعد عرض الموسم الخامس الذي استخدمت فيه الأغنية بتنويعات مختلفة.

الماضي المجهول

ظهرت أغنية «بيلا تشاو»، حسب أقدم المصادر المسجلة، أول ما ظهرت كأغنية عاطفية احتجاجية تتغنى بها الفلاحات الإيطاليات في إقليم «بو»، وتحمل شكوى مرة ضد ظروف العمل الشاق تحت سيطرة الإقطاع، وكانت كلماتها تتحدث على لسان شاب يغني لحبيبته ويخبرها أن العمل في حقول الأرز أحنى ظهره وسلب شبابه، لكن الأغنية اكتسبت كلمات وتوزيعاً جديداً خلال الحرب العالمية الثانية، عندما تغنى بها أفراد المقاومة الشيوعية ضد حكومة موسوليني الفاشية، وسرعان ما تحولت إلى ما يشبه النشيد الوطني لليسار الإيطالي.

ورغم وجود مصادر عديدة قديمة للأغنية، لكن لا يمكن نسبها لمصدر واحد، وقد نشرت صحيفة «لا بوبليكا» الايطالية في 2008 تحقيقاً نسبت فيه الأغنية إلى تراث اليهود الأوربيين، وقالت إن أصلها هو أغنية بعنوان «كوبلين» من تأليف الموسيقي ميشكا زيجانوف، من إنتاج 1919، يمكن الاستماع إليها على الرابط التالي:



، وهناك نسخة أخرى باللهجة اللبنانية من غناء المطربة اللبنانية شيراز، كما ظهرت منذ عدة أشهر نسخة عراقية باسم «بلاية جارة» من إنتاج فرقة «ما بعد الظلام» المسرحية. كذلك دخل اسم الأغنية في مفردات الكثير من اللغات والثقافات، وهناك العديد من محلات الملابس وصالونات الحلاقة وغيرها التي تحمل اسم «بيلا تشاو»، وحديثا افتتح مطعم في مصر يحمل اسم «بيلا تشاو» على لوجو المسلسل!

أغنية للحبيبة والوطن

أخبار ذات صلة

تدريس إدارة الأموال لتلاميذ الابتدائية في بريطانيا
النحت بقش الأرز.. مهرجان سنوي للفنون من مخلفات الزراعة باليابان

الكثيرون يرددون كلمات الأغنية كما يسمعونها دون أن يفهموا معناها، وفيما يلي ترجمتها في نسختها الإيطالية والنسخة الإسبانية التي تعرض في مسلسل «لا كازا دي بابل»:

"استيقظت في الصباح

سلاماً أيتها الجميلة، سلاماً

استيقظت في الصباح

فوجدت المحتلين

أيها المناضل خذني معك

سلاما أيتها الجميلة، سلاماً

أيها المناضل احملني بعيداً

فأنا أشعر بالموت يقترب

وإذا مت كمناضل

سلاما أيتها الجميلة، سلاماً

وإذا مت كمناضل

فلا بد أن تدفنيني

ادفنيني أعلى الجبل

سلاماً أيتها الجميلة، سلاماً

ادفنيني أعلى الجبل

تحت ظل زهرة جميلة

وكل من يمر

سلاماً أيتها الجميلة، سلاماً

كل من يمر

سيقول لي: «يا لها من زهرة جميلة»

هذه زهرة المناضل

سلاما أيتها الجميلة، سلاماً

هذه زهرة المناضل

الذي مات في سبيل الحرية"