سلمى العالم



وصف خبراء أعمال في قطاع السياحة التجميلية وأطباء، هذا القطاع، بالواعد في الإمارات، مشيرين إلى أنه واحد من مصادر تنويع الدخل الذي يُحقق بشكل كامل هدف اقتصاد تنافسي معرفي مبني على الابتكار، لافتين إلى أن الإمارات قدمت نموذجاً نجح في تحويل هذا النوع من العمليات إلى مصدر للدخل، بدلاً من أن يكون مصدراً لنزيف اقتصادي، في تطبيق نموذجي لمبدأ تحويل التحديات إلى فرص.

وحدد خبراء وأطباء لـ«الرؤية» عدداً من العوامل التي تقف وراء تميز هذا القطاع عالمياً، مشيرين إلى أن هناك 8 مقومات جعلت الإمارات وجهة مفضلة لكثير من الجنسيات لإجراء عمليات التجميل وهي: توافر أحدث الأجهزة والتقنيات العلاجية، واستقطاب الكفاءات الطبية ذات الخبرة العالمية، والرقابة الصارمة من قبل الهيئات الصحية في تطبيق المعايير العالمية.

كذلك تشمل المقومات: تقديم باقات سياحية شاملة تشمل خصومات فندقية وتسهيلات إقامة، توافر شبكة واسعة من المؤسسات الطبية الكبرى الحاصلة على شهادة اعتماد دولية، تنافسية أسعار الخدمات المقدمة، قِصَر فترة الحصول عليها، البيئة الآمنة المتسامحة المتعددة الثقافات.

ولفت أطباء إلى أن عمليات شفط وإزالة الدهون ونحت الجسم من أكثر عمليات التجميل الجراحية التي تلقى إقبالاً من مختلف الجنسيات العربية، رجالاً ونساء، فضلاً عن عمليات تجميل الأنف، وشد الوجه بالطرق الجراحية وغير الجراحية التي تعتمد على حقن مواد الفيلر والبوتوكس.

تطور كبير

أكد جراح التجميل الإماراتي ورئيس مؤتمر الإمارات لجراحة التجميل الدكتور زهير الفردان أن قطاع السياحة العلاجية والتجميل أحدث طفرة ملحوظة في اقتصاد الإمارات، مشيراً إلى ان إيرادات هذا القطاع ارتفعت مؤخراً بنسبة تتراوح ما بين 30 إلى 40%، بالمقارنة عن السنوات الخمس الماضية، على الرغم من وجود الجائحة وعوائقها.

وعدد الفردان الأسباب التي تقف خلف هذا التطور الكبير الذي طرأ على هذا القطاع، لافتاً إلى أن هناك أسباباً عدة منها: تزايد أعداد سكان الإمارات باستمرار، لا سيما من المقيمين من أصحاب الطبقة المتوسطة في السنوات العشر الأخيرة، وهي الفئة الأكثر نشاطاً في عمليات التجميل الجراحية وغير الجراحية، فضلاً عن توافر أحدث الأجهزة والأطباء والكفاءات الطبية بالإمارات.

وأكد أن رقابة الهيئات الصحية على تصاريح الأطباء والرخص الطبية للمنشآت بشكل مدروس وبمواصفات دقيقة، اعتماداً على معايير عالمية عالية ساهم برفع جودة العمليات والحد من الممارسات الخاطئة، الأمر الذي أدى لتشجيع الناس على اختيار الإمارات مكاناً لإجراء عمليات التجميل.

وحول أكثر العمليات الأكثر طلباً في الفترة الأخيرة، أفاد الدكتور الفردان بأن عمليات نحت الجسم وتعبئة الأطراف المختلفة سواء بالمواد المالئة أو باستعمال دهون الجسم نفسه، تعتبر أكثر العمليات شيوعاً، مشيراً إلى أن الجنسيات العربية هي الأكثر إقبالاً على الخضوع لعمليات التجميل من هذا النوع وغيرها من أنواع أخرى.

صناعة محفزة

أكد الخبير الاقتصادي حسني خضير، أنّ سياحة التجميل واحدة من الصناعات التي حفزت بشكل كبير النمو الاقتصادي، مشيراً إلى أن ازدهارها في الإمارات يعود إلى الثقة الكبيرة في القطاع الطبي في الإمارات وجودة الخدمات التي يقدمها.

ولفت إلى أن هناك قطاعاً كبيراً يرتبط بالسياحة التجميلية وهو صناعة مستحضرات التجميل التي انتشرت بصورة كبيرة في الدولة نتيجة انتشار صالونات التجميل على مستوى واسع، حيث تحولت إلى استثمارات كبرى في العالم ولعبت دوراً كبيراً في الترويج لهذا الاستثمار، هذا فضلاً عن دخول العديد من المشاهير في هذا المجال، واستغلال وسائل التواصل الاجتماعي في الترويج لهذه السلع.

وأكد الخبير الاقتصادي أن مساهمة قطاع التجميل في السياحة العلاجية في دولة الإمارات تصل إلى ما نسبته 50% تقريباً بسبب وجود نخبة من أطباء جراحة التجميل في الدولة، إضافة لوجود أحدث الأجهزة الطبية وانخفاض أسعار العمليات مقارنة بالدول الغربية والأوروبية إضافة إلى التسهيلات الحكومية المتعلقة بالتأشيرات وأسعار الفنادق وغيرها.

وأشار إلى أن هناك دراسة حديثة، أفادت بأن كلفة عمليات التجميل في دول الخليج تقترب من أربعة مليارات درهم سنوياً، من بينها مليار درهم تقريباً في الإمارات.

أخبار ذات صلة

تدريس إدارة الأموال لتلاميذ الابتدائية في بريطانيا
النحت بقش الأرز.. مهرجان سنوي للفنون من مخلفات الزراعة باليابان



توقعات متفائلة

أكد الخبير في قطاع السياحة عمرو عبده أن من المتوقع أن يصل حجم قطاع السياحة العلاجية في الإمارات إلى 19 مليار درهم بحلول 2023، حيث تتصدر الإمارات المنطقة في استقطاب أعلى عدد من السياح الباحثين عن العلاج على مستوى المنطقة، مشيراً إلى أن الإمارات تحتل موقع الصدارة بين دول المنطقة في مراكز التجميل والعافية.

وأرجع جاذبية الإمارات كمركز للسياحة العلاجية بشكل أساسي إلى الرعاية المتقدمة للمرضى وتوفير أحدث العلاجات وتشخيصات وتقنيات الرعاية الصحية، فضلاً عن استيراد أحدث التقنيات في العالم رغم ارتفاع سعرها مع تقديمها بأسعار تنافس بل وتتفوق على الخدمة المقدمة في الدول الأخرى.

وأشار إلى أن الإمارات حالياً باتت تتفوق على الكثير من الدول التي لها باع في هذا القطاع نتيجة الرقابة الصارمة التي توليها الجهات الحكومية على هذه الخدمات، لافتاً إلى أن الإمارات باتت قبلة للسياح من جميع العالم، نتيجة أجوائها الجيدة ومناخ التسامح الذي تعيشه، فضلاً عن احترامها وتقديرها لمختلف الثقافات.

ونوه بأن توافر شبكة واسعة من المؤسسات الطبية الكبرى الحاصلة على شهادة اعتماد دولية، وكذلك تقديم أسعار تنافسية، قِصَر فترة الحصول على الخدمات، وتوفير بيئة آمنة متسامحة المتعددة الثقافات، كان له كبير الأثر على إقبال السياح على الخدمات التجميلية في الإمارات.

مليار درهم سنوياً

أظهرت دراسة كشف عنها خلال فعاليات المؤتمر الدولي لجراحة التجميل والترميم في دبي عام 2019 أن كلفة عمليات التجميل في دول منطقة الخليج تصل إلى 4 مليارات درهم سنوياً، وأن تكاليف عمليات التجميل في الإمارات سنوياً يبلغ مليار درهم.

وبينت الدراسة أن 60% من عمليات التجميل الجراحية تنحصر في شفط الدهون، وشد البطن والذراع لإزالة الترهلات، خصوصاً بعد إجراء عمليات قص وربط المعدة، للتخلص من الوزن الزائد المنتشر بنسبة عالية في دول الخليج. في حين أن 30% من إجمالي عمليات التجميل هي حقن «البوتوكس والفليرز والليزر»، ومنها 25% للرجال.