غنوة كنان

قال دون تيورا رئيس مجموعة Sourcing Industry Group إن الصين تعد من المستفيدين الكبار من الذرة الأوكرانية، حيث حلت أوكرانيا محل الولايات المتحدة كأكبر مورد للذرة في الصين في عام 2021.

وقال محللون إن روسيا وأوكرانيا من كبار الموردين للمعادن والسلع الأخرى، وفي الوقت الذي سيتأثر فيه الاتحاد الأوروبي بالأزمة المتصاعدة، ستتضرر ألمانيا بشكل خاص.

ومن المقرر أن تشهد أسعار النفط والغاز ارتفاعاً بشكل أكبر مع تصاعد الأزمة الروسية الأوكرانية، وأشار تقرير لموقع cnbc إلى أن التأثيرات والتداعيات لن تكون فقط على الطاقة.

وأوضح محللون أنه من القمح إلى الشعير، ومن النحاس إلى النيكل، جميعها موارد ستضر بسلاسل التوريد العالمية التي من الممكن أن تتعطل مع تصاعد الأزمة الروسية الأوكرانية.

أخبار ذات صلة

معرض دبي للطيران 2023 ينطلق الاثنين.. ماذا ننتظر؟
بريطانيا: حظر أدوات المائدة البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد اعتباراً من أكتوبر

وقال آلان هولاند الرئيس التنفيذي والمؤسس لشركة التكنولوجيا Keelvar إن أوكرانيا تعتبر بمثابة سلة الخبز بالنسبة إلى أوروبا، وسيؤدي الغزو إلى تضرر سلسلة التوريد الغذائية بشدة.

وقال محللون إن روسيا وأوكرانيا من كبار موردي المعادن والسلع الأخرى، ومع وصول التوترات بين روسيا وأوكرانيا إلى ذروتها في الأيام القليلة الماضية بعد انضمام قوات الكرملين إلى المنطقتين الانفصاليتين في شرق أوكرانيا.

ووصف الرئيس الأمريكي جو بايدن ما تقوم به روسيا بأنه بداية غزو لأوكرانيا.

الأمن الغذائي الأوروبي في خطر

وأكد محللون أن أوكرانيا تنتج القمح والشعير وحبوب الجاودار التي تعتمد عليها الكثير من دول أوروبا، كما أنها من أكبر منتجي الذرة.

وقال هولاند إنه على الرغم من أن موسم الحصاد لا يزال على بعد بضعة أشهر، إلا أن الصراع المطول سيؤدي إلى نقص الخبز وزيادة أسعار المستهلكين هذا الخريف.

وأضاف أن الاتحاد الأوروبي لن يكون المتضرر الوحيد، بل إن الضرر سيلحق بالعديد من الدول في الشرق الأوسط وأفريقيا والتي تعتمد على القمح والذرة المستوردين من أوكرانيا.

وأكد محللون أن الصين باعتبارها المستفيد الأكبر من الذرة الأوكرانية ستعد من بين أكثر المتضررين.

وحتى قبل اندلاع الأزمة شهدت أسعار القمح والذرة ارتفاعاً بالتزامن مع موجة تضخم الغذاء، والتي من الممكن أن تتفاقم في حال نشب نزاع مسلح.

وقفزت العقود الآجلة للقمح المتداولة في شيكاغو بنحو 12% منذ بداية العام، بينما ارتفعت العقود الآجلة للذرة بنسبة 14.5% في نفس الفترة.

وقال بير هونغ الشريك الأول في شركة الاستشارات كيرني، إن ارتفاع أسعار المواد الغذائية لن يتفاقم مع صدمات الأسعار الإضافية، خاصة في حال استولى الموالون للروس على المناطق الزراعية الأساسية في أوكرانيا.

وأشار إلى أن روسيا تعد أيضاً من أكبر المصدرين للقمح في العالم، وتشكل مع أوكرانيا ما يقارب 29% من سوق تصدير القمح العالمي.

إضطرابات الغاز

وبالإضافة إلى ذلك فإن حدوث أي اضطرابات في إمدادات الغاز الطبيعي ستؤثر بدورها على إنتاج المنتجات كثيفة الاستهلاك للطاقة كالأسمدة، وسينعكس ذلك سلبياً على القطاع الزراعي، حيث إن المعروض من الأسمدة أقل من الطلب منذ العام الماضي مما أدى إلى ارتفاع الأسعار.

وتعد روسيا أكبر مورد للغاز الطبيعي والنفط إلى الاتحاد الأوروبي العام الماضي.

المعادن والمواد الخام

وخلال السنوات القادمة زادت أوكرانيا من صادراتها وأصبحت مزوداً ضخماً للمواد الخام والمنتجات الكيماوية وحتى الآلات كمعدات النقل، بالإضافة إلى المعادن والسلع الأخرى.

وبدأت قيمة العملة الأوكرانية بالانخفاض منذ أن بدأت القوات الروسية بالتجمع على الحدود ما سيزيد من كلفة صادراتهم.

وتسيطر روسيا على حوالي 10% من احتياطيات النحاس العالمية وهي منتج رئيسي للنيكل والبلاتين.

ويستخدم النيكل في صناعة بطاريات السيارات الكهربائية، كما يعد النحاس عاملاً اقتصادياً رئيسياً، ويستخدم على نطاق واسع في تصنيع الإلكترونيات وبناء المنازل.

وأكد الخبراء أن صناعة الرقائق الأمريكية تعتمد بشكل كبير على مصادر النيون والمحركات، كما تصدر روسيا عدداً من العناصر المهمة لتصنيع أشباه المؤثرات.

التأثير على ألمانيا

وفي الوقت الذي ستتأثر فيه جميع دول الاتحاد الأوروبي بالأزمة المتصاعدة، إلا أن ألمانيا ستكون الأكثر ضرراً بشكل خاص.

وقال أتول فاشيستا رئيس مجلس الإدارة لشركة Supply Wisdom المعنية بمخاطر سلاسل التوريد، إن ألمانيا تستمد معظم احتياجاتها من الطاقة للتصنيع والكهرباء من الغاز الطبيعي الذي تحصل عليه من روسيا.

وفي حال استمرت التوترات في التصاعد، فسوف يعيق ذلك إنتاج التصنيع في ألمانيا، وستحتاج المصانع إلى تقليص الإنتاج الذي سيتحول إلى بلدان أخرى.