صفاء الشبلي

تحولت تربية النعام في مصر إلى وسيلة الشباب لتحقيق الثراء، وإن كان ذلك يتطلب مزيداً من الصبر لتحقيق إنتاجية عالية، ومن هؤلاء الشباب الذين أسسوا مزرعة لتربية النعام هو الشاب أحمد الجمل، الذي أسس مزرعته الخاصة في محافظة الغربية بدلتا مصر.

مشروع مُربح

ترفع تربية النعام شعار «الثراء للجميع»


عند تفكيره في مشروع مربح، وبطريق الصدفة البحتة وجد الجمل فيديو للشيف التركي «بوراك» يطهو نعامة، استوقفته الفكرة، وتساءل لماذا لا أبدأ بتربية النعام، من أجل توفير لحمه الأغلى ثمناً للجميع داخل مُحافظتي، وبالبحث والدراسة بدأ مشروعه.



وعن ذلك يقول لـ«الرؤية»: «فكرت في تربية الرومي الأبيض والنعام، ودخلت في المشروعين على التوازي، لكن وجدت بعد فترة أن تربية النعام الأكثر ربحاً، واستمررت في تربيته، وأسست شركتي (نعام العاصمة) بعد فترة كبيرة من البحث والتحري والقراءة حول تربية النعام وأسسها».

أخبار ذات صلة

تدريس إدارة الأموال لتلاميذ الابتدائية في بريطانيا
النحت بقش الأرز.. مهرجان سنوي للفنون من مخلفات الزراعة باليابان

واستطرد «في البداية ربيته للاستفادة من لحمه، لكن توسعت ليُصبح مشروعي الاستثماري الذي بدأته مُنذ 3 سنوات ونصف تقريباً، في وقت لم يكن من المُتعارف عليه تربية النعام في مصر».

ثروة مليونية

بيض النعام قد يتجاوز الـ1500 جرام


النعام لا يُنتج عنه لحوم فقط، بل النعامة الواحدة تُعتبر ثروة مُتحركة، ويمكن الحصول عن طريقها على عدد كبير من المُنتجات مثل اللحوم ذات القيمة الغذائية المُرتفعة والسعر المُرتفع أيضاً، ومن خلال الطائر الواحد يمكن الحصول على 40 كلغ من اللحم الصافي في المتوسط.

كما يمكن بيع الريش الذي يدخل في صناعات مُختلفة منها الوسائد بسعر 3000 جنيه بحسب لونه والأسود هو الأعلى سعراً.



أما الجلود فهي الأعلى سعراً بعد جلد التمساح، وتُستخدم في صناعة الشنط والملابس والأحذية والأثاث، رغم أنه ليست لها سوق رائجة في مصر حالياً، أما الدُهن فيُستخدم في صناعة الزيوت والمراهم الطبية لأغراض العلاج والتجميل وهي باهظة الثمن بشكل كبير.

ويشرح الجمل: «النعام ثروة مُتحركة فعلاً، وأتمنى أن يتجه كل الشباب لتربيته، فالنعام من الطيور المُعمرة، حيث يعيش من 60 إلى 80 عاماً في المتوسط، ويُنتج حتى 17 عاماً ويكون هناك جدوى اقتصادية من تربيتها، وبعد 17 عاماً يدخل في صناعات مُختلفة كالسجق والهمبرجر وغيرها».

استكثار

بيض النعام يستخدم لصناعة «الأنتيكات» المنزلية التي تباع بأسعار عالية


تضع أنثى النعام الواحدة كمية تراوح من 50 إلى 70 بيضة في الموسم الواحد، من تلك البيضات يمكن الحصول على كمية تتراوح من 20 إلى 30 فرخ نعام، ومن خلال تربية النعام الصغير الناتج لمدة سنة أو أكثر قليلاً يُصبح وزن الواحدة منها ما بين 100 إلى 130 كلغ، وتبلغ نسبة اللحم الصافي من إجمالي وزن النعامة حوالي 35 إلى 45 كلغ.

ويقول الجمل: «الاستثمار في مجال النعام بدأ يزيد، وتعمد بعض المزارع لاستكثار، بزيادة إنتاجيتها وزيادة أعداد النعام لديها، وتنتج مصر ما يقرب من 5000 كتكوت نعام في الموسم الواحد».



وتبيض أنثى النعام بعد عامين من تربيتها، وبعد عام واحد يمكن تمييز الذكر من الأنثى، ويتم اختيار جزء آخر كـ«أمهات» مُنتجة ويتم اختيارها بحسب صحتها وارتفاعها، وعدم وجود أي تشوهات بها، كاعوجاج أرجلها مثلاً.

ويلفت: «العمر المُناسب لذبح النعامة يراوح ما بين 10 شهور إلى 16 شهراً، وتُنتج النعامة في العام الواحد كمية صافية من اللحم تتراوح من 700 كلغ إلى 100 كلغ، وهي إنتاجية هائلة تفوق إنتاجية الأبقار والأغنام والمواشي بكثير».

ثروة بيض النعام

يبدأ سعر بيضة النعامة من 45 جنيهاً للواحدة


بخلاف الريش والجلود، فبيضة النعامة الواحدة تبدأ من سعر 45 جنيها، بحسب وزنها والذي يبدأ من كلغ إلى 1800 جرام ونادراً ما تصل إلى وزن 2 كلغ.

وبحسب أحمد الجمل، ففي أول عام من الإنتاج تنتج النعامة الواحدة حوالي 30 إلى 35 بيضة، وكلما تقدمت النعامة في العمر يزيد إنتاجها، وتزيد السعة القصوى للإنتاج من 5 إلى 6 سنوات فيصل إنتاجها إلى 60 بيضة في السنة، خلال موسم البيض، لأن هناك فترة انقطاع البيض مع بداية موسم الشتاء".

الصيصان

تضع أنثى النعام الواحدة كمية تتراوح من 50 إلى 70 بيضة في الموسم الواحد


وتبدأ النعامة في عملية إنتاج البيض بداية من شهر فبراير، ويستمر البيض في «الفقاسة» لمدة 39 يوماً حتى يفقس ويتحول لصيصان، ويتم بيع الصيصة الواحدة نظير مبلغ 2200 جنيه مصري، وكلما تقدمت الصيصة في العمر زاد سعرها".

ويردف: «أما قشر البيض فلا يتم رميه، حيث يتم بيعه نظراً لصلابته الشديدة، فيستخدم في صناعة النجف، أو للرسم عليه ليتحول إلى (أنتيكات) منزلية تباع بأسعار باهظة».

أسر النعام

أحمد الجمل


يعد مشروع تربية النعام من أهم مشاريع الإنتاج الحيواني في الوقت الحالي، وليس مشروعاً للأغنياء فقط، ومن خلاله يمكن تقديم إنتاجية مرتفعة من اللحوم والريش والجلود والدهن والتي تضمن أرباحاً هائلة.

ويُوضح: "أسرة النعام المُكونة من نعامتين وذكر واحد، تنتج في المتوسط 70 إلى 80 من الصيصان، أي ما يعادل نحو 140 ألف جنيه سنوياً، إن حذفنا 20 ألف جنيه هي قيمة ما تأكله أسرة النعام، فهامش الربح بذلك يصبح 120 ألف جنيه في العام الواحد إن كان عمر الأسرة 5 سنوات، وكلما زاد رأس المال زادت الأعداد وزادت الإنتاجية".