عصام زكريا

يحظى المسلسل الفيلمي «في الحب.. والحياة»، الذي بدأت منصة نتفليكس في بثه منذ العاشر من مارس الحالي، بنسب مشاهدات كبيرة وآراء إيجابية في معظمها على مواقع التواصل الاجتماعي، يستحقها هذا العمل الذي يمكن اعتباره أفضل مشروع عربي ساهمت في إنتاجه المنصة حتى الآن.



العمل في الأصل عن فكرة للسيناريست عزة شلبي، ومن إنتاج شركة اتحاد الفنانين للسينما والفيديو، التي يديرها أنطوان خليفة، في تجربة تستحق التشجيع، حيث تنازل معظم الفنانين المشاركين في الأفلام عن أجورهم (مؤقتاً) لحين الانتهاء من السلسلة وتوزيعها، قبل دخول نتفليكس إلى المشروع، وهو يعرض حالياً في 190 دولة مترجماً إلى 33 لغة ومدبلجاً إلى 5 لغات.



يتكون المسلسل الفيلمي من 8 أفلام قصيرة (مدة كل فيلم حوالي 30 دقيقة) من صنع مخرجين ومخرجات متميزين، من 6 دول عربية.

تدور كلها حول «ثيمة» الحب خلال عيد الفالنتاين، وهي فكرة بقدر بساطتها ذات «قماشة واسعة»، تحتمل موضوعات وقضايا كثيرة، غالباً ما تتجاوز قصة الحب، لتناقش هموماً حياتية أُخرى، ذات صبغة سياسية واجتماعية!

أخبار ذات صلة

تدريس إدارة الأموال لتلاميذ الابتدائية في بريطانيا
النحت بقش الأرز.. مهرجان سنوي للفنون من مخلفات الزراعة باليابان

أول هذه الأفلام، بترتيب عرضها، هو «أخويا» إخراج ساندرا بصال (نشأت)، من تأليف رفيق مرقص، وبطولة أحمد عز، صلاح عبدالله، وبسنت شوقي، والطفل (ذي الهمم) أدهم حسام.

أخويا


ربما يكون اسم النجم أحمد عز هو سبب وضع الفيلم رقم واحد في القائمة، ورغم أنه فيلم جيد، لكنه الأبعد عن فكرة المسلسل الأساسية، ومن الواضح أن «ثيمة» الفالنتين قد تم حشوها على السيناريو، الذي يدور حول شاب فقير يرعى أخاه الأصغر ذا الهمم، ويحب ابنة العمدة، التي تتمسك به بسبب رعايته لأخيه، وبفضل ما يفعله هذا الأخ الصغير من أجل إنقاذ العلاقة بين أخيه الأكبر وحبيبته.

أما الفالنتاين والاحتفال به فيترك للعمدة، غريب الأطوار، الذي يؤديه صلاح عبدالله، الذي يحيط نفسه بالقلوب و«الدببة» الحمراء، ويصاب بالحزن الشديد بسبب ضياع جاموسة يحبها!

الأعشى


الفيلم الثاني من السعودية، يحمل اسم «الأعشى» من إخراج عبدالمحسن الضبعان وتأليفه مع محمد المحمود، وبطولة مشعل المطيري وريم حبيب.

منذ عنوانه الذي يشير لشاعر التشاؤم العربي الشهير، يرسم الفيلم صورة سوداوية ساخرة للحب، من خلال علاقة غريبة تجمع بين رجل أحمق طيب وأستاذة جامعية ومعالجة نفسية مرموقة، حيث يقرر الاثنان أن يلتقيا في مطعم «الأعشى» ليلة الفالنتاين، لكن كل منهما قادم ليعلن للآخر أن هذه العلاقة يجب أن تنتهي!

سيدي فالنتاين


الفيلم الثالث من فلسطين، يحمل توقيع المخرج والمنتج المعروف هاني أبوأسعد بمشاركة المخرجة الشابة أميرة دياب، ويحمل اسم «كازوز». وهو، مثل «الأعشى»، ينتمي للكوميديا السوداء، ويدور حول عروس فلسطينية قررت الزواج من شاب يصغرها يوم الفالنتاين، وبينما يصحب الشاب دمية دب أحمر كبير على دراجته البخارية يطلق عليه جنود الاحتلال النار، ويتحول العرس إلى مأتم، قبل أن يتبين أن الشاب لم يمت.

الفيلم الرابع يحمل اسم «مسلخ السعادة» من إخراج وتأليف التونسية كوثر بنت هنية، وهو لا يختلف عن الفيلمين السابقين في كونه من نوعية الكوميديا السوداء، ويتسم بواقعية خشنة ممزوجة بخيال دموي طالما ميز أعمال المخرجة.

يدور الفيلم حول صاحب مسلخ يسعى للاحتفال بليلة الفالنتاين مع زوجته، لكنه يمر بيوم عصيب يمتلئ بالأحداث الغريبة والكوارث!

يوم الحداد الوطني في المكسيك


الفيلم الخامس يحمل توقيع المخرج المصري الكبير خيري بشارة، وهو يحمل العنوان الغريب «يوم الحداد الوطني في المكسيك». ليس في الفيلم أي مكسيك، ولكنه يدور حول بلد ما يصدر قانوناً بمنع الحب أو الاحتفال بالفالنتاين أو حتى ارتداء اللون الأحمر.

الفيلم من بطولة آسر ياسين وندا الشاذلي، والفيلم الذي كتبته نورا الشيخ واحد من أفضل أعمال بشارة خلال العقدين الماضيين، ويذكر بأعماله الشهيرة التي تمزج الحب بالسياسية بالغناء.

الأعشى


الفيلم السادس يحمل توقيع المخرج والمؤلف السعودي الشاب محمود صباغ (صاحب فيلم «بركة يقابل بركة») بعنوان «حب في استوديو العمارية»، ورغم جودة الفيلم إلا أنه، مثل «أخويا» لا يدور حول علاقة الحب أو الفالنتاين، التي تم حشوها قصراً داخل العمل. فهو يدور حول أحد استوديوهات الغناء القديمة في المملكة، الذي يحاول صاحبه إعادة افتتاحه بعد عقود من الإغلاق.

الفيلم السابع من لبنان من تأليف وإخراج ميشيل كمون، ويحمل اسم «القلب الأحمر الكبير»، وهو يتناول من خلال قصة تجمع بين الكوميديا والأكشن قصة حب من طرف واحد بين شاب «مهم» لفتاة لا تحبه، وقصة حب لرجل عصابات لعارضة شابة تسيطر عليه، من خلال رحلة عامل توصيل يقوم بتوصيل قلب أحمر كبير يفقد منه على الطريق، ويستعرض الفيلم بشكل غير مباشر الكثير من المشاكل اللبنانية.

سيدي الفالنتاين


الفيلم الثامن والأخير هو «سيدي الفالنتاين» من إخراج المغربي هشام العسري، الذي يتناول قصة معقدة حول شاب يسعى للارتباط بفتاة، وعندما يتم سحب سيارته من قبل الشرطة بسبب زيارة سياسية مهمة، تبدأ في التكشف سلسلة من الحقائق حوله وحول ما يحدث في المدينة بشكل عام.