محمد ناصر النجدي

بدلاً من حرق قش الأرز وتلويث البيئة، تستثمره اليابان في مهرجان سنوي يمارس فيه طلاب كليات الفنون إبداعاتهم ويصنعون تماثيل ضخمة منه.

ويقام مهرجان وارا السنوي كل عام مواكباً موسم حصاد الأرز، حيث تتحول الساحات وأماكن التخزين إلى حديقة للحيوانات الخرافية والأسطورية بدلاً من حرق قش الأرز وتلويث البيئة.



وتستثمر بلاد الشمس المشرقة الكم الهائل الذي يتوافر لديها من قش الأرز سنوياً، في إبداع أشكال فنية مثل الديناصورات والأفيال وفرس النهر والتنين وغيرها من الكائنات الأسطورية المصنوعة من القش.

وتنظم جامعة موساشينو للفن في اليابان معرضاً افتراضياً آخر لابتكارات طلابها في حديقة أواسيكيجاتا بطوكيو يحتوي على إبداعات فنانيها وطلاب كليات الفنون ويستمر حتى أكتوبر المقبل.

أخبار ذات صلة

تدريس إدارة الأموال لتلاميذ الابتدائية في بريطانيا
حظر الموسيقى الروسية في أوكرانيا



وتختلف ثيمات وأشكال التماثيل العملاقة ما بين المشروم الضخم، والماموث المنقرض، والتماسيح الشرسة، وسيد قشطة، والدببة، والباندا، والغوريللا، ووحيد القرن، والديناصور، والنسور والصقور، والحيتان، والتنين الأسطوري، وكائنات وشخصيات من دراما هوليوود مثل أبطال حرب النجوم.



وبدأ تنظيم المهرجان منذ عام 2008، عندما استجاب طلاب من كلية الفنون لدعوة أساتذتهم في الاستفادة من قش الأرز«وارا» بدلاً من حرقه، بما يسببه ذلك من أضرار بيئية، واستطاعوا أن يستخدموا مخلفات الأرز في ابتكار تماثيل فنية رائعة تتميز بالضخامة، وكائنات مخيفة ولكنها من القش!

ويستقطب المهرجان السنوي الأهالي والسياح الذين يتوافدون على حديقة أواسيكيجاتا لرؤية إبداعات الطلاب والفنانين، والتقاط صور سيلفي مع تلك الكائنات الأسطورية.



بدأ المهرجان الفني في عام 2008 تنفيذاً لفكرة شينغو مياجيما أستاذ التصميم بجامعة موساشينو للفنون بطوكيو الذي اقترح استخدام قش الأرز في مشروع فني تعاوني بين الجامعة والمزارعين المحليين بدلاً من التخلص منه دون أي فائدة.

ويستخدم المزارعون اليابانيون قش الأرز عادة كعلف للماشية أو كسماد للتربة أو لصنع السلع المنزلية مثل صنادل زوري، ولكن الفائض السنوي الكبير دفعهم إلى محاولة الاستفادة بصورة أكبر من الكمية المتبقية التي كانت تحرق عادة.



ويرمز القش للأرز، الوجبة الرئيسية التي تدعم حياة الشعب الياباني وتحظى بمكانة خاصة، وتشكل مكوناً رئيسياً في غذائه وثقافته المحلية، وعلاقاته الاجتماعية.

ويصل ارتفاع تلك الأعمال النحتية إلى أكثر من 30 قدماً، وكأنها تطالع المناظر الطبيعية والأفق الأخضر الممتد في الريف الياباني.



وربما أكثر ما يميز المهرجان عن غيره في العالم هو التعاون الخلاق بين الطلبة والفنانين وبين المزارعين، والتشاور حول الكائنات التي يبدعونها وكيفية توريد الكميات المطلوبة للإبداع.

ومن جانبهم، يستخدم المزارعون اليابانيون أسلوباً تقليدياً يدعى توبا آمي، لمعالجة قش الأرز حتى يصبح مرناً صالحاً لفن الوارا أو النحت بقش الأرز.