غنوة كنان

تواجه مؤشرات الأسهم العالمية أوقات عصيبة، مابين التضخم المرتفع، وسياسة التشديد وبرنامج رفع أسعار الفائدة الذي وضعه الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي لمواجهة التضخم، ما يثير قلق المستثمرين.

وسجلت الأسواق أسوأ تراجع هذا الأسبوع بعد بيانات التضخم، منذ يونيو 2020، حيث انخفض مؤشر داو جونز بما يزيد عن 1200 نقطه، وفي حين لا يزال التضخم يستمر في الارتفاع، يتزايد قلق المستثمرين من حدوث ركود اقتصادي؛ بسبب استمرار رفع أسعار الفائدة.

ويتوقع معظم الخبراء في وول ستريت أن مجلس الاحتياطي الفيدرالي سيرفع أسعار الفائدة بمقدار 75 نقطة أساس في اجتماعه المقرر الأسبوع المقبل، وفي نفس الوقت هناك توقعات أخرى تشير إلى رفع الفائدة بمقدار 100 نقطة أساس.

وارتفع مؤشر أسعار المستهلك الأمريكي بنسبة 8.3% في أغسطس مقارنة بالعام الماضي، وعلى الرغم من أن المؤشر كان أعلى من توقعات الاقتصاديين، إلا أنه لا يزال أقل من مؤشر يوليو ويونيو والذي بلغ 8.5% و9.1% على التوالي.

وارتفع مؤشر التضخم الأساسي الذي يستبعد أسعار المواد الغذائية والطاقة بنسبة 0,6% على أساس شهري.

أخبار ذات صلة

معرض دبي للطيران 2023 ينطلق الاثنين.. ماذا ننتظر؟
بريطانيا: حظر أدوات المائدة البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد اعتباراً من أكتوبر

وعلى الرغم من أن التوقعات لا تزال تميل إلى رفع أسعار الفائدة بمقدار 75 نقطة أساس، إلا أن المخاطر تميل الآن إلى الاتجاه الصعودي، حيث يستبعد المستثمرون تماماً احتمالات رفع سعر الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس بعد بيانات التضخم، ويعتقد المتداولون احتمالية رفع الفيدرالي الأمريكي لأسعار الفائدة بمقدار 100 نقطة أساس هي 20%.

ورفع الاقتصاديون في شركة نومورا القابضة توقعاتهم للاجتماع القادم لمجلس الاحتياطي الفيدرالي، والذي سيعقد الأربعاء المقبل، ويتوقع خبراء نومورا القابضة أن يرفع البنك المركزي أسعار الفائدة بمقدار 100 نقطة أساس، تليها زيادات بمقدار 50 نقطة أساس في نوفمبر وديسمبر.

ويتوقع سام ستوفال كبير استراتيجي الاستثمار في CFRA للأبحاث وهي شركة متخصصة في مجال أبحاث الاستثمار، أنه في حال قيام البنك المركزي برفع أسعار الفائدة بمقدار 100 نقطة أساس الأسبوع المقبل سيؤدي ذلك إلى الشعور بالقلق؛ لأنه قد يعني أن الاحتياطي الفيدرالي غير واثق من خطة مواجهة التضخم الخاصة به، مشيراً إلى أن الأمر قد ينتهي بالفعل بالتشديد بشكل كبير، ودفع الاقتصاد إلى الركود.

ما هي النتائج؟

ذكر موقع فوربس الأمريكي، أن آخر مرة قام فيها الاحتياطي الفيدرالي برفع أسعار الفائدة بمقدار 100 نقطة أساس، كانت منذ أكثر من 40 عاماً حين كان بول فولكر رئيس المجلس الاحتياطي الفيدرالي.

وقام الاحتياطي الفيدرالي برفع أسعار الفائدة بمقدار 100 نقطة أساس سبع مرات في تاريخه، بين نوفمبر 1978 ومايو 1981 وفقاً لبيانات CFRA للأبحاث.

وبلغ التضخم 9% في نوفمبر 1978 قبل أن يبلغ ذروته عند 14.6% في مارس 1980، بينما بلغ التضخم الأساسي 8.5% وبلغ ذروته عند 13.6% في يونيو 1980.

وبعد ذلك تراجعت الأسواق بنسبة 60% تقريباً، حيث تراجع مؤشر S&P 500 %2.4 بالمتوسط بعد شهر واحد من ارتفاع الفائدة بمقدار 100 نقطة أساس، وبقيت الأسواق منخفضة لمدة ثلاثة أشهر بمتوسط 1.3%، واستقرت الأسواق في النهاية بعد ستة أشهر مع ارتفاع مؤشر ستاندرد آند بورز بمتوسط 0.1% بحلول ذلك الوقت وفقاً لبيانات CFRA.

وكان فولكر مسؤولاً عن ستة ارتفاعات من أصل سبع ارتفاعات تاريخية بمقدار 100 نقطة أساس، وقام برفع أسعار الفائدة على الفور بمقدار 100 نقطة أساس أربع مرات في عام 1980 بعد فترة وجيزة لتوليه المنصب، في حين كانت المرة الأولى في عهد سلفه جورج ويليام ميلر الذي كان يسعى لخفض التضخم بأي وسيلة.

ومن المثير للاهتمام أن مؤشر S&P 500 قد ارتفع بالفعل بنسبة 25% في ذلك العام، على الرغم من أن الزيادات الكبيرة في أسعار الفائدة أدت في النهاية إلى ركود اقتصادي منذ عام 1981 إلى 1982.

وقبل فولكر في السبعينات كان رئيس الاحتياطي في الفيدرالي آنذاك آرثر بيرنز، والذي كان يضع نهجاً بطيئاً في الاستجابة لارتفاع التضخم، حيث كان متبايناً بين رفع أسعار الفائدة وخفضها.

وعلى الرغم من بعض أوجه التشابه مع فترة التضخم الكبيرة قبل 40 عاماً، فمن الواضح أن الاقتصاد أقوى هذه المرة؛ بفضل سوق العمل القوي والإنفاق الاستهلاكي السابق.