هاني بدرالدين

الألماس الروسي مستمر في الهيمنة على سوق الأحجار الكريمة، بمبالغ تصل إلى مئات الملايين من الدولارات شهرياً، في سوق يمتد من مصانع مومباي في الهند إلى المتاجر الفاخرة في نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية، بحسب تقرير نشرته، اليوم السبت، وكالة «بلومبيرغ».

وأوضح التقرير أن هناك البعض الذين رفضوا التعامل مع الألماس الروسي، بعد الحرب في أوكرانيا، بعد تعرض مجموعة «الروسا» عملاق التعدين الروسي "Alrosa PJSC" (مجموعة روسية مشهورة متخصصة في تعدين الألماس)، إلى العقوبات من جانب الولايات المتحدة الأمريكية، بينما ما زال الإقبال مستمر من المشترين في الهند وبلجيكا، والذين يشترون كميات كبيرة.

وهناك صعوبة في مقاطعة الأحجار الكريمة الروسية، فبمجرد دخول الأحجار إلى سلسلة التوريد، يكون تعقبها أمراً شبه مستحيل، حيث يتم بيع الألماس في طرود ذات أحجام وخصائص متشابهة (حوالي 15 ألف فئة مختلفة)، ويمكن إعادة صقلها وإعادة مزجها عدة مرات قبل وضعها في خاتم أو قلادة.

وأشار التقرير إلى تجار التجزئة الغربيين، يحاولون تجنب الأحجار الكريمة الروسية، لكنهم في نفس الوقت، يهتمون بتأمين كميات تكفي من الألماس، بداية من الأنواع الصغيرة الرخيصة التي تتخصص فيها مجموعة الروسا الروسية، والتي تمثل حوالي ثلث إمدادات الألماس الخام.

ولفت التقرير إلى أن الإمدادات الروسية من الألماس تمر عبر شبكة من التعاملات من الشركات الوسيطة، والتي تعمل في قطع وتلميع وتجارة الأحجار الكريمة في العالم، والعديد منها في الهند، وتربط ما بين شركات التعدين، وما بين محلات المجوهرات.

وقبل الحرب في أوكرانيا، كانت مجموعة الروسا الروسية تبيع لأكثر من 50 من تلك الشركات الوسيطة شهرياً، وسرعان ما توقفت المبيعات بعد بداية الحرب، لكنها عادت الآن إلى مستويات شبه طبيعية، بينما لا زال معظم العاملين من تلك الشركات الوسيطة في الهند يتجنبون عمليات الشراء الروسية، بسبب خطر فقدان العملاء الغربيين.

أخبار ذات صلة

معرض دبي للطيران 2023 ينطلق الاثنين.. ماذا ننتظر؟
بريطانيا: حظر أدوات المائدة البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد اعتباراً من أكتوبر

وتعتبر الولايات المتحدة سوقاً هاماً للأحجار الكريمة، يتم بيع 50% من جميع الألماس المصقول في أمريكا، بداية من القطع الفاخرة التي تبلغ قيمتها عشرات الملايين من الدولارات، إلى الأحجار التي تُباع بأقل من 200 دولار في متاجر التجزئة.

كما أن تجارة الماس توفر العديد من فرص العمل، ومنها حوالي مليون فرصة عمل في الهند فقط، كما كرر رئيس الوزراء البلجيكي، موقف بلاده القائل بأنه لا ينبغي معاقبة الأحجار الكريمة الروسية، يتم تداول أكثر من 80% من الألماس الخام عبر مدينة أنتويرب البلجيكية.

وتمرُّ أغلب الأحجار الكريمة الروسية في الوقت الحالي عبر حوالي 10 مشترين، في مقدمتهم شركتا "Kiran Gems«، و»Shree Ramkrishna Exports Pvt" في الهند.

وبعد الانتهاء من خطوة قطع الألماس الروسي وصقله، ينتهي به المطاف إلى المجوهرات في أسواق الصين واليابان والهند، وتمثل تلك الدول سوياً حوالي 30% من الطلب العالمي، وهؤلاء يسعدهم تلقي الأحجار الكريمة الروسية، بعكس الدول الغربية، إلا أن تجارة الألماس تتميز بطبيعتها الغامضة، والتي قد تعني تدفق الأحجار الكريمة الروسية إلى الوصول إلى الأسواق الغربية أيضاً، حيث من الممكن استبدال شهادة المنشأ الأصلية بأُخرى، ما يجعل من شبه المستحيل تتبع مكان بيع الألماس الروسي في النهاية.