محمد عبدالرحمن

وافقت الحكومة الألمانية على السماح لشركة الشحن الصينية العملاقة كوسكو بالاستحواذ على حصة في أكبر ميناء بحري في البلاد، في قرار أدى إلى انقسام المشرعين، وأثار انتقادات من بروكسل.

وأعلنت الحكومة الفيدرالية يوم الأربعاء أنه سيتم السماح لشركة موانئ كوسكو للشحن بالاستحواذ على ما يصل إلى 25 % من منشأة «توليرورت» للحاويات، وهي واحدة من عدة محطات تضم ميناء هامبورغ، بحسب فاينانشيال تايمز.

وتعد الصفقة هي حل وسط، تم الاتفاق عليه بإصرار من المستشار الألماني أولاف شولتز، بعد معارضة لأسباب تتعلق بالأمن القومي من وزارات الاقتصاد والخارجية والدفاع والداخلية. وخططت «كوسكو» في الأصل للاستحواذ على 35 % من المحطة، مقابل 65 مليون يورو، من شركة الخدمات اللوجستية HHLA، في عرض تم الإعلان عنه العام الماضي.

ويأتي الاستحواذ في وقت حساس للعلاقات بين برلين وبكين، حيث أعطت الحرب الروسية الأوكرانية، على وجه الخصوص، زخماً لمنتقدي العلاقات الاقتصادية لألمانيا مع المنافسين الجيوسياسيين المحتملين.

وتعد الصين هي أكبر شريك تجاري لألمانيا، وسيسافر شولتز إلى الصين الأسبوع المقبل في أول رحلة رسمية له إلى بكين، على متنها وفد تجاري.

أخبار ذات صلة

معرض دبي للطيران 2023 ينطلق الاثنين.. ماذا ننتظر؟
بريطانيا: حظر أدوات المائدة البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد اعتباراً من أكتوبر

وقالت وزارة الاقتصاد إنه بموجب الشروط المعدلة لصفقة الميناء، لن تتمكن «كوسكو» من ممارسة أي تأثير لا داعي له على إدارة المحطة.

وقالت الوزارة: «أي استحواذ إضافي فوق عتبة 25% محظور». «هذا يمنع المشاركة الاستراتيجية في «توليرورت»، ويقلل الاستحواذ إلى مشاركة مالية بحتة».

و«كوسكو» هي شركة فرعية مدرجة في هونج كونج لشركة China Cosco Shipping Corporation المملوكة للدولة، والتي تقدم شركاتها التابعة أيضاً الدعم للبحرية الصينية.

وفي أوروبا، تمتلك الشركات الصينية حصصاً في نحو 10 موانئ، بما في ذلك لوهافر ودونكيرك في فرنسا وأنتويرب وبروج في بلجيكا، وكذلك في إسبانيا وإيطاليا وتركيا واليونان.

وعارض حزب الخضر أكبر شركاء شولتز في الائتلاف، بشكل ملحوظ عرض كوسكو.

وقالت كاثرينا دروج، زعيمة الفصيل الأخضر، إن التسوية كانت «خطأ».

وأضافت: «حقوق النقض والتأثير على استراتيجية الأعمال قد يتم كبحها في الوقت الحالي، لكن المشاركة بنسبة 25% لا تزال تعني التبعية الاقتصادية، وتؤثر على سيادتنا في البنية التحتية الحيوية»، قالت لوكالة الأنباء الألمانية، «أولئك الذين يتصورون هذا الاستثمار كمشروع اقتصادي بحت لم يتعلموا شيئاً من سياسة روسيا في العقود الأخيرة».

في غضون ذلك، دعا فريدريك ميرز، زعيم حزب الديمقراطيين المسيحيين المعارض -الحزب الذي تقوده أنجيلا ميركل سابقاً- إلى إعادة التفكير في العلاقات مع الصين ككل.

ونقلاً عن تحذيرات جهاز المخابرات الخارجية الألماني، دائرة الاستخبارات الاتحادية الألمانية، قال إن جانباً أساسياً من أمن البلاد على المحك.

وقال: «لا أفهم المستشار كيف يمكنه الإصرار على منح مثل هذا التفويض في مثل هذه الحالة».