سلمى العالم

«ذاكرة مكان» تستوعب 7000 عام في «مليحة الأدبية»

يؤمن رئيس مجلس أمناء جائزة مليحة الأدبية محمد حمدان بن جرش بأن الدورة الأولى من جائزة مليحة الأدبية ستعزز قيم الأدب وستحدث حراكاً نوعياً على الساحة الثقافية، وتحرك مكامن الإبداع لدى الكتّاب، كما أنها ستخدم التراث عبر إلقائها الضوء على تاريخ منطقة مليحة التي تعج بالآثار والحكايات والتاريخ الأصيل، ويعود تاريخها لأكثر من 7000 عام.

وفي حواره مع «الرؤية» قال محمد بن جرش إن الدورة الأولى من الجائزة ستحمل شعار «ذاكرة مكان »، وستقدم إبداعاً كبيراً للتعريف بمنطقة مليحة، خصوصاً أن الاسم يرد في كثير من المناطق الجغرافية في المنطقة العربية.

وأشار إلى أنها ستحيي السياحة الثقافية من جديد.

وكشف بن جرش في حواره عن سر الجائزة، وأنه صاحب الفكرة، التي راودته منذ أكثر من عام، عندما زار مركز مليحة للآثار لإعداد مناقشة لإحدى أطروحاته.

* ذاكرة الشعوب

استهل محمد بن جرش حديثه قائلاً: «مليحة تعج بطقوس وقلاع وجنائز وآثار تدلل على الأساطير والقصص والحكايات التي تستحق أن يسلط الضوء عليها، فالأدب يروي في ثناياه ذاكرة الشعوب، ليس بوصفه مادة تاريخية فاقدة للروح، بل تعبّر عن روح المكان والشعوب».

أخبار ذات صلة

«إصدارات أدبية تسجل تاريخ الوطن» ندوة بالأرشيف والمكتبة الوطنية
«دبي للثقافة» تدشن «التبدّل والتحوّل» في مكتبة الصفا


* تنمية معرفية

ثمّن بن جرش جهود نادي مليحة الثقافي الرياضي لإطلاق جائزة مليحة الأدبية، مؤكداً على دور الجائزة في تحقيق التنمية المعرفية والثقافية باعتبارها جزءاً لا يتجزأ من رؤية وتوجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة في التركيز على مختلف الأجناس الأدبية من رواية وقصة، وغيرهما.

* تدوين الأدب

يشير رئيس مجلس أمناء جائزة مليحة الأدبية إلى أن الجائزة ستلعب دوراً محورياً في إثراء المكتبة الإماراتية بأعمال أدبية تاريخية، متابعاً «يعتبر الأدب مرآة تعكس أنماط الحياة في حقب تاريخية مختلفة، ونقوم من خلال الجائزة بتحريك الأشياء التي يعرفها البعض والتي يجهلها البعض الآخر، وقيامنا بتسخير الأدب لخدمة الذاكرة الوطنية سيجعله خالداً ومدوناً بطريقة إبداعية للأجيال المقبلة».

* صون الموروث

شدد بن جرش على أهمية الموازنة بين الانفتاح على ثقافات العالم والمحافظة على تدوين التاريخ والأدب وصون الموروث.

وتابع: «المبدع يتأثر بالمكان وفقاً لإجماع الأدباء والكتّاب»، مستشهداً برواية «داغستان بلدي» للكاتب رسول حمزاتوف، الذي تناول فيها وصف بلد بأكمله ونقل عبرها ثقافة وطقوس داغستان للعالم أجمع.

* إحياء السياحة الثقافية

يعتقد بن جرش أن الجائزة أحيت السياحة الثقافية من جديد، حيث يسمع البعض اسم مليحة للمرة الأولى عبر الجائزة، ما يسهم في تسليط الضوء على الإرث الثقافي للإمارات.

ولفت إلى أن الجائزة قد تمتد لمناطق أخرى مثل المنطقة الوسطى والمنطقة الشرقية عبر الشراكات المتاحة، خصوصاً أن الهدف منها يتمحور حول تسخير الإبداع لخدمة الوطن.

* دورات تدريبية

خصص مجلس أمناء الجائزة عدداً من ورش العمل والدورات التدريبية المتخصصة التي تعمل على تنمية الإبداع لدى شباب المنطقة الوسطى وتلبي حاجاتهم المعرفية، حسب بن جرش.

وتابع: «لمسنا رغبة من أبناء المنطقة الوسطى للالتحاق بدورات الكتابة الإبداعية، لذلك حرصنا على تنظيم ثلاث ورش في كتابة الرواية والقصة لكل من الكبار والصغار».

* الفصحى شرط

حول فئات وشروط الجائزة، أفاد بن جرش بأن الجائزة تشمل ثلاث فئات هي «الرواية، القصة للكبار، والقصة للأطفال»، بشرط أن يعمل الإصدار على إبراز تراث مليحة بشكل خاص والتراث الإماراتي بشكل عام.

وأشار إلى أن باب المشاركة مفتوح لكل من المواطنين والمقيمين، شريطة أن يكون النص باللغة العربية الفصحى، وآخر موعد لتسلم الأعمال هو الأول من مايو المقبل، وسيعلن عن الفائزين في سبتمبر 2019.

وفيما يتعلق بمشاركة الأطفال في الكتابة الأدبية قال بن جرش: «نسعى مستقبلاً لفتح الباب أمام الأطفال للمشاركة بأعمالهم، خصوصاً إذا تمكن الطفل من التعبير عن أفكاره الإبداعية».

صعوبة التوقعات

وحول توقعاته للأعداد التي ستشارك في الجائزة، أوضح أن الدورة الأولى عادة يصعب معها توقع عدد المشاركات، ولكن من خلال المؤشرات الأولية التي لمسها من خلال التواصل مع بعض الكتاب، فسيكون الإقبال كبيراً.

وأشار بن جرش إلى إمكانية تغيير شعار الجائزة «ذاكرة مكان» في الدورات المقبلة، وفقاً لقرارات مجلس الأمناء والمداخلات والتوجيهات العامة للجائزة، كما أن محورها الرئيس من الممكن أن يتناول مناطق جغرافية أخرى خلاف مليحة، فـ «الملاح كثر» على حد تعبيره.