ناهد حمود ـ دبي

تؤمن الإماراتية عائشة عبدالله الشحي بأن الطهي ليس وصفات أو مقادير، لكنه حب وشغف وعناية واهتمام بمن تحب، تطهو وتضيف المقادير وكأنها ترسم بفرشاة أو تكتب أغنية تمزج النكهات بالخيال والأحاسيس بالألوان.

تعتبر المطبخ مملكتها الأثيرة، والطهي نوعاً من المشاركة البعيدة عن الأنانية، وتؤكد أنه أداة لكسر الوحدة والعزلة، وساحة للتعرف إلى ثقافات ومجتمعات جديدة عبر «حوار المذاقات».

لم يكن ولوجها عالم النكهات بتخطيط منها، بل جاء مصادفة، على الرغم من أنها كانت تسعى لارتياده وهي في مرحلة مبكرة من العمر. ولم تستسلم للظروف التي قادتها للعمل موظفة في أحد بنوك رأس الخيمة، وانتهزت فرصة إنجابها مولودها الأول لوضع نهاية لهذا الفصل من حياتها، بدافع رئيس أيضاً من شغفها بعوالم المطبخ.

كان للصدفة دور في دخولها عالم الطهي في 2015، إذ حمل حوار هاتفي مع صديقتها التي تعمل شيفاً، فرصة عمل بعد أن أخبرتها بحاجة الفندق إلى شيف، وبالفعل تقدمت واجتازت بجدارة الاختبارات.

تدين عائشة بالفضل في نجاحها في هذا المجال إلى زوجها، الذي شجعها على ارتياد ما تحب، وقدم لها الدعم المعنوي لتبدأ بتحقيق حلمها.

في المقابل، واجهت مهمة صعبة لإقناع الوالدة والأشقاء بهذا العمل الجديد، وهو ما حصل بعد أن وجدوا منها إصراراً وتحدياً على خوض التجربة.

أخبار ذات صلة

«إصدارات أدبية تسجل تاريخ الوطن» ندوة بالأرشيف والمكتبة الوطنية
«دبي للثقافة» تدشن «التبدّل والتحوّل» في مكتبة الصفا


وتعترف أن ردود فعل الطهاة من الرجال لم تكن مشجعة، حيث كانت من المواطنات القلائل اللائي ارتدن هذا العمل الفندقي، لكنها استطاعت أن تثبت أنها لا تقل عن سواها كفاءة وقدرة على تقديم أطباق شهية تستنفر حواس الشم والتذوق عند رواد الفندق.

أكدت أنها منذ طفولتها وهي تميل إلى فنون الطبخ، إذ كانت تستغل أي فرصة للتعرف إلى آلية الطهي، مشيرة إلى حرصها على اقتناء كتب الطهي والبحث عن المأكولات العالمية لتتعلم طريقة صنعها.

وتشير إلى أن عملها الفندقي أكسبها الكثير من الخبرات، إذ تعرفت إلى مطابخ من ثقافات أخرى، الهندية، الإيطالية، ومطابخ من دول عربية.

استغلت وجودها في الفندق، ضمن مجموعة من الشيفات الذين ينتمون إلى ثقافات أخرى، لنشر ثقافة المأكولات الإماراتية، وتعليمهم طهوها.

وتطمح إلى تأليف كتاب عن خلطتها السرية في الطهي.