عبدالله فدعق

يقول الحق سبحانه وتعالى: ﴿لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً﴾، والمتخصصون يعرِّفون المنهج العلمي بأنه الطريقة التجريبية لاكتساب المعرفة، والتي ميزت وتميز تطور العلوم المختلفة؛ وقيمة المنهج العلمي في العلوم الشرعية قيمة كبيرة جداً..

بذور المنهج والعلم موجودة لدى الإنسان منذ خلقه، والمتطور هو صياغة المنهج العلمي، والمتفق عليه بين المتخصصين في العلوم الشرعية، أن الخوض في مسائل العلم بلا منهج، يضر أكثر مما ينفع، ويفسد أكثر مما يصلح، وهذا الأمر لا يأتي من تلقاء نفسه، بل يحتاج إلى جهد واسع، وعمل ممتد، وقد استعمل العلماء كلمة «منهج» للدلالة على طرقهم في البحث والدرس والتأليف، واستعملوا أيضا تعبيرات أخرى كمثل: طريقة، وخطة، وأصول، وقواعد، ومسلك، ومذهب؛ وللعقيدة عندهم منهجها التأصيلي والعقلي، وللتفسير قواعد معروفة، ولمصطلح الحديث طريقة متينة، وللفقه أصول دقيقة، وللغة العربية منهجياتها، وهكذا بقية العلوم..

فقهاء الدين، لهم منهجهم في التعرف على الأحكام الشرعية، وهو منهج قديم متأصل، وملخصه الحديث المشهور على الألسنة، والمختلف في درجته، أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، لما أراد أن يبعث سيدنا معاذا لليمن قال: كيف تقضي إذا عرض لك قضاء؟ قال: أقضى بكتاب الله، قال فإن لم تجد؟ قال فبسنة رسول الله، قال فإن لم تجد؟ قال أجتهد رأيي ولا آلو؟ فضرب صلّى الله عليه وسلّم صدره وقال: الحمد لله الذي وفّق رسولُ رسولِ الله لما يُرضي رسول الله.

أخبار ذات صلة

جمود أم انكماش كلي؟.. العالم يدفع ثمن الركود القصير أثناء الجائحة
هل أخطأ جيروم باول؟

a.fadaaq@alroeya.com