فاطمة المزروعي

شكت إحدى الأمهات من الحالة الصحية لأبنتها بسبب استذكارها المتواصل وإرهاقها لنفسها، حيث انعكس هذا الحال على وضعها النفسي أيضاً، ولا تعلم ما الذي تفعله أو كيف تعالج هذا الموضوع.

والحقيقة أن المجال العملي الذي تدرسه هذه الفتاة يستحق كل هذا الاهتمام والاستذكار والجد والاجتهاد، فدراسة الطب تعتبر واحدة من أهم العلوم والأقسام الطبية، ومن دون شك أنها تحتاج لبذل كل ما بوسعها، لكن عندما ينعكس هذا الجهد على الصحة والسلامة النفسية، فإن هذه الفتاة تحتاج للإرشاد والتوجيه، لسبب بسيط جداً وهو أن كل تعبها وكل ما تبذله سيذهب سدى، ولن تستفيد أي شيء، هذه الفتاة تحتاج لجلسة ترتب لها جدولها لتعطي نفسها حقاً من استنشاق الهواء وتناول الطعام والترويح عن النفس، أما حالة مواصلة الاستذكار بشكل دائم ومستمر، فسيكون لها أثر غير إيجابي ولن تفيد نفسها ولا عقلها.

الجانب الآخر، مهما حاولنا فإنما نأخذه من العلم هو جزء يسير، ولا أقصد إحباط ولا ثني هذه الفتاة، بل أن توزع طاقتها وتسمح ببعض التنوع والتجديد في حياتها، هذا التنويع سيضفي على حياتها السهولة وسيساهم في تقوية حضور عقلها عند الاستذكار.

وكما قال فرانسوا ماري أرويه، المعروف بفولتير: «العلم كالأرض، لا يمكننا أن نمتلك منه سوى القليل القليل».

لهذه الفتاة .. ركزي جهدك على امتلاك القليل وتجويده والتخصص فيه، وستنجحين، وامنحي نفسك مجالاً للراحة وتناول الطعام الذي يمد العقل بالطاقة التي يحتاج إليها للعمل والإبداع.

أخبار ذات صلة

جمود أم انكماش كلي؟.. العالم يدفع ثمن الركود القصير أثناء الجائحة
هل أخطأ جيروم باول؟