دانية الشمعة

ابتسامتها أذابت جليد اللقاء منذ اللحظة الأولى، تلقائيتها التي تفيض حباً وحناناً وبراءة أضفت دفئاً على الحوار .. هي الطفلة الإماراتية مها صبري آل رحمة، التي أُصيبت بمتلازمة داون، لكنها لم تيأس، فتحدّت مصابها بريشة فنانة تضج ألوانها بالحياة والفرح والأمل.

نالت لوحتها تكريماً وإشادة في حفل جائزة الشيخة لطيفة لإبداعات الطفولة، حيث حصدت المركز الثاني للإبداع الفني عن فئة الرسم لأصحاب الهمم، بدعم والدتها ومدرستها في مركز دبي للرعاية الخاصة.

أحمر، أصفر، أخضر وبنفسجي، ألوان نسجت تفاصيل لوحة مها المرسومة بدقة خبير، كأن مكوناتها بنيان مرصوص، استغرق منها وقتاً وصبراً لا يقوى عليهما الأصحاء، لتتميز بموهبة خالصة منبعها شغف وحب، مترفعة فيها عن الغرور والعلياء.

بعفوية حديثها عن فنّها، قالت مها «سعيدة باللوحة»، واقتربت تضمها، باختصار عبّرت قولاً وفعلاً عن معنى رسمها، ممتنة لوالدتها التي أشارت إليها بأنها من ينذر الوقت، ويبذل الجهد لترجمة موهبتها على بياض اللوحات.

ناريمان والدة مها، اكتشفت موهبة ابنتها في عمر الثامنة، بعد أن عانت الأمرّين طول سبع سنوات سابقة، بعد اكتشافها إصابة مها بمتلازمة داون، وقالت «صدمت، ثم تماسكت، وآمنت بمها، واجهت نفسي وتحديت واقعي لتكون طفلتي اليوم بصحة جيدة، مبدعة وفنانة».

وأردفت ناريمان، أن أطفال «داون» رحمة لأسرهم على الأرض، يحبون الناس جميعاً، دون تفرقة، ويحبون الحياة، ويملكون آمالاً كبيرة، ولا يكفون عن الحلم، مضيفة أن استثمار مواهبهم مسؤولية الأهل والمدرسة.

أخبار ذات صلة

«إصدارات أدبية تسجل تاريخ الوطن» ندوة بالأرشيف والمكتبة الوطنية
«دبي للثقافة» تدشن «التبدّل والتحوّل» في مكتبة الصفا


وأوضحت أن مها أحبت الألوان منذ طفولتها، وكانت تقضي الساعات تخط الرسوم على الأوراق البيضاء، مشيرة إلى أن معلمتها ساعدتها لتطور موهبتها وتصبح أكثر وضوحاً حتى بدأت برسم اللوحات.