فاطمة المزروعي

يحتاج الأطفال من أصحب الهمم، إلى معاملة محملة بالثقة والاعتزاز، وأن ينموا في جو مفعم بالحب والتقدير. الأم والأب هما أكثر شخصيتين لهما تأثير بالغ في حياة الطفل المعاق، لذا عندما يرزق أب وأم بطفل من هذه الفئة، يجب عليهما بالإضافة للاهتمام بالجوانب الصحية والعلاجية، التزود بالمعارف والعلوم في مجال التعامل والتعاطي مع هذه الفئة، يجب أن يكونا على درجة عالية من المعرفة بالجوانب النفسية والأمراض التي قد تصيب هذا الطفل في مقتبل حياته، وكيف يتعاملان معها ويأخذانه لبر الأمان.
يجب ألا يسود الاعتقاد بأن الطفل المعاق قادر على تجاوز النظرات القاسية وكلمات الخوف من أقرانه والابتعاد عنه والتخلي عن صداقته. هذه جوانب مؤذية للطفل وتمس نفسه وتمرضه، الطفل من أصحاب الهمم، يحتاج لجملة من المهام والواجبات ليتمكن من النمو في بيئة صحية وفاعلة تقوده نحو النجاح والإنتاجية، وليس الخوف والمرض النفسي من الاكتئاب والقلق والرهاب وغيرها الكثير. إذا قدّر لأي أسرة ووجد بين أفرادها طفل من أصحاب الهمم، فعلى جميع أفراد الأسرة معرفة أن هذا الطفل على درجة عالية من الحساسية ورهافية النفس، وأدنى فعل أو أقل كلمة ممكن تخدش هذه النفس وتجرحها، لذا يجب أن ينمو ويتعلم في جو صحي ليكون قوياً ومتماسكاً ويستطيع في قادم الأيام التغلب على نظرات الشفقة والمبالغة والتهويل من بعض أفراد المجتمع.
f.mazroui@alroeya.com

أخبار ذات صلة

جمود أم انكماش كلي؟.. العالم يدفع ثمن الركود القصير أثناء الجائحة
هل أخطأ جيروم باول؟