فاطمة المزروعي

البعض من الأسر التي يوجد فيها طفل من ذوي الهمم، يبالغ في حمايته للدرجة التي يتم عزله عن مقابلة الناس والسلام على من يزورون العائلة. وهم محقون في جانب الحماية، لكن عندما تصل للدرجة التي يعزل عن مجتمعه هنا تكون مشكلة أخرى، لكن هذه الحماية لم تأت من فراغ، وهذه المخاوف على السلامة الصحية لنفسية طفلهم مبررة، لكون بعض أفراد المجتمع لا يملكون أدنى معرفة في كيفية التعامل مع طفل من هذه الفئة، لأن هناك من يظهر شفقته بأفعال وكلمات وهذه الشفقة غير مطلوبة منه، ومن خلال خبرة أسرة طفل ذوي الهمم وتجاربها المتعددة قد تكون وجدت أن أفضل طريقة لتجنيب الطفل الألم النفسي هو في عزله وإبعاده وحصر دائرته الاجتماعية في نطاق ضيق ومحدود. لكن ليس هذا الحل، أو كما يقال استبدال مشكلة بأخرى. طفل ذوي الهمم، يحتاج إلى جملة من التوجيهات والمعلومات، وأيضاً الطرق المثلى للتعامل مع محيطه ومجتمعه، ولا يمكن منحه كل هذه الخبرات بعزله وإبعاده، يجب أن يواجه التحديات، وأن يتعلم الكيفية المثلى للتعامل معها، خير طريقة لنحمي بها طفل ذوي الهمم، هي بأن يعلم ويكون على معرفة بأن هناك فئات من المجتمع لا تملك وعياً تاماً بحالته، وأنه سيواجه بعضاً من الكلمات القاسية، بل حتى التنمر أو عدم التفهم، وعندما يتم تجهيز وتهيئة الطفل المعاق نفسياً ومعرفياً يمكن أن يعيش بسلام مع مجتمعه، لكن عزله وإن كان عند البعض حلاً، إلا أنه معضلة ومشكلة أكبر.

f.mazroui@alroeya.com

أخبار ذات صلة

جمود أم انكماش كلي؟.. العالم يدفع ثمن الركود القصير أثناء الجائحة
هل أخطأ جيروم باول؟