فاطمة المزروعي

يجمع معظم العلماء على أن المراهق أو الطفل من أصحاب الهمم يشبه المراهق أو الطفل الطبيعي، من جوانب عدة في رغباته وتطلعاته، وأيضاً في الأخطاء التي ترتكب وتقع منه.

ومن نقطة الأخطاء تحديداً تظهر الحاجة للتأديب وسَن القوانين، وبطبيعة الحال فإن الأم أو الأب، تكون ردة فعله تجاه تلك الأخطاء متباينة ومختلفة، فبعضهم يمررها وكأنها لم تقع، وهذا خطأ، وهناك من يتوقف عند تلك الأخطاء وتكون ردة فعله عنيفة وقاسية، وأيضاً هذا خطأ.

ولكن الخطأ في حالة أصحاب الهمم، أكبر، لماذا؟ لأن الأب أو الأم عندما يمرر ويتغاضى عن خطأه كأنه يوجه له رسالة أنني متعاطف مع حالتك، وأنني أميزك في التعامل عن إخوتك أو أنه مختلف عنهم، فما هو ممنوع عليهم مسموح له.

أما عندما يتعرض المراهق من أصحاب الهمم للصفع أو الركل أو نحوهما من ممارسات العنف الجسدي، بسبب خطأ ارتكبه، فوقعها أكثر جسامة عليه وعلى نفسيته من المراهق الطبيعي، فهو سيذهب لتفسير مؤلم بأن هذه القسوة والعنف ضده كراهية له ولما هو عليه.

وهناك خطوات علاجية يمكن تنفيذها ومن خلالها يتم الاستغناء تماماً عن الإيذاء والعنف الجسدي أو اللفظي، مثل العقاب بالحرمان والمنع، حيث يمكن للأم أو الأب، المنع عن الألعاب أو عدم المشاركة في اللعب، أو المنع من تناول الحلوى أو المنع من الخروج من المنزل، ونحوها من قرارات المنع. المهم في هذا السياق ألا يمر الخطأ دون توقف ومحاسبة وتنبيه وتعليم بكيفية تجنبه في المستقبل.

f.mazroui@alroeya.com

أخبار ذات صلة

جمود أم انكماش كلي؟.. العالم يدفع ثمن الركود القصير أثناء الجائحة
هل أخطأ جيروم باول؟