لبنى الهاشمي

لا شك أن إعلان صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله» 2019 عاماً للتسامح في دولة الإمارات، مبادرة إنسانية عالمية تستهدف تحويل قيمة التسامح إلى عمل مؤسسي مستدام، وترسيخ قيم التعايش والتعددية وقبول الآخر، وتدشين مرحلة تاريخية وحضارية سعى إليها الأب المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه» من خلال ترسيخ الإيمان بالسنَّة الكونية في التنوع والداعية دوماً إلى تحقيق الرحمة والعدل والإحسان، والتسامح والأمن والسلام بين الناس، وفتح آفاق الحوار مع الجميع بالمنطق الحضاري المستنير.

ولهذا لا بد من جعل التسامح أسلوباً من أساليب مواجهة الإساءة بالعفو والصفح ونبذ العنف، والعمل على تأليف القلوب وتقريبها، فضلاً عن التعايش من أجل السلام والتضامن الإنساني.

فالتسامح قيمة متأصلة بل فضيلة يمتاز بها الإنسان الإماراتي عبر مراحل التاريخ، وهدف نبيل امتزج مع أدبيات دولة الإمارات قيادة وحكومة، والشاهد بأن هناك 200 جنسية يعيشون في الإمارات بحرية، دون تفرقة في اللون أو الجنس أو الدين.

فحضارتنا تحددت معالمها لأنها تسعى بمنطلقات نبيلة اتسمت على الحكم الرشيد القائم جوهره على صناعة الإنسان، وصياغته أخلاقياً، كما لا يمكن استتباب الأمن أو ترسيخ الحرية أو الشعور بالكرامة بدون الانفتاح على الأبعاد الأخلاقية والسلوكية لقيم التسامح، هذه المبادرات ستنعكس قطعاً على تأكيد الاستقرار والأمن وترسيخ ثقافة السعادة والإيجابية.

التسامح في الإمارات استراتيجية حكومية وثقافة ومسؤولية وطنية تستند إلى إرث عظيم للإنسان الإماراتي، الذي نشأ وتربى على نشر رسالة الخير والتسامح الذي تحمله الإمارات للبشرية.

تؤكد الإمارات يوماً بعد آخر قدرتها ونجاحها في تعزيز المعايير الهامة للأمة «الوسطية والاعتدال والتسامح» وتحرير المفاهيم، وتصحيح التصورات؛ فقد استطاعت الإمارات أن تصنع المستقبل مستندة إلى قيم الخير والتسامح وزرع المحبة في كل أرجاء المعمورة، ولم تنكفئ يوماً على ذاتها أو لم تكترث بما يحدث من حولها، بل تناهض التشبث بالتخلّف، وتعمل لتحقيق غدٍ أفضل، وكان الخيار الأفضل محاربة الكراهية والشك والقلق بين الناس لتجعل من التسامح وزارة تعنى بهذه الفضيلة، وعام 2019 ننشر بها رسالة الإمارات إلى العالم، كي تصبح أنموذجًا حيًا لكل هذه المعاني العظمى.

أخبار ذات صلة

جمود أم انكماش كلي؟.. العالم يدفع ثمن الركود القصير أثناء الجائحة
هل أخطأ جيروم باول؟


كما لنا أن نتخيل الفضائل والمميزات التي حصدناها من عام الخير مروراً بعام زايد وصولاً إلى عام التسامح الذي يراد منه تكوين بيئات صالحة ونظيفة تتسم بمقاييس إنسانية عالية الجودة والرقي، ولا عجب حينما تحدث المعجزة بأن يتحقق هذا الإنجاز العظيم في الإمارات سواء من التحديث والاستقرار والأمن في فترة زمنية فارقة تجاوزت كلّ المؤشرات العالمية لكثير من الدول المتقدِّمة.

l.hashimi@alroeya.com