مروة السنهوري ـ الشارقة

تحتضن جمعية الإمارات للفنون التشكيلية بالشارقة معرض «الخطّ العربي»، الذي يستمر حتى 23 يناير الجاري، ويضم 39 عملاً حروفياً تتميز بتنوع بصري لافت، أبدعها 12 فناناً سعوا من خلالها إلى توظيف جماليات الكوفي والديواني عبر خطوط الثلث الجلي، الديواني الجلي، الديواني، الكوفي، والكوفي المربع، وحروفيات من الثلث.

ولم تغب حواء عن المعرض، إذ تجسدت المشاركة النسوية في 11 لوحة بخطوط متنوعة حملت نصوصاً ذات حكمة ومعنى.

جدل

يشارك في المعرض الخطاط المصري خليفة الشيمي متعقباً أثر الزخرفة والنمنمة والرقش، فالفن الحروفي لديه يتسع لمعالجات بصرية ولونية، برشاقة أظهرت مهاراته في الرسم والتوظيف الذكي لدلالات الدائرة الخطية.

ووظف الشيمي الخط العربي في تشكيل بصري ينتقل بالمتلقي إلى حالة ذهنية أقرب إلى الصوفية، إذ تترك الألوان والخطوط مساحة للمشاهد كي يتأمل التفاصيل.

ويسعى عبر لوحاته إلى تكرار النص والحروف مرات عدة، لتنشأ حالة من الجدل بين خفاء النص وتجليه لتُلائم الحالة الصوفية التي يحملها العمل.

أخبار ذات صلة

«إصدارات أدبية تسجل تاريخ الوطن» ندوة بالأرشيف والمكتبة الوطنية
«دبي للثقافة» تدشن «التبدّل والتحوّل» في مكتبة الصفا


دمج الألوان

استلهمت أعمال الخطاط السوداني تاج السر حسن تفردها من العناصر المميزة للفن الإسلامي متمثلة في التكرار والوحدة والزخرفة، لتصنع تجربة جديدة تندمج فيها رؤية الفنان ومرجعياته الفكرية والثقافية مع هذه العناصر.

ونفذ الفنان لوحاته بالخط الحر والثلث الجلي والديواني، وبدت خالية من الزخارف بمختلف أنواعها، كما دمج فيها أكثر من لون حار وبارد مثل الأخضر مع الأحمر والبني مع الأزرق.

أقوال مأثورة

أما المشاركة النسوية في المعرض فتمثلت في 11 عملاً بخطوط متنوعة حملت نصوصاً ذات حكمة ومعنى، فيما استندت باقي الأعمال إلى تشكيلة زاهية الألوان.

ونقبت الخطاطة فاطمة الجوري في عمق تراث الخط العربي مستخدمة الأدعية والأقوال المأثورة لتستعرض مهاراتها في الخطوط.

وأكدت أن الناس تتفاوت نظرتهم إلى الخط العربي بشكل عام، فمنهم من ينظر إليه من الناحية الجمالية ويستمتع باللوحات التي يقتنيها، ومنهم من يهتم بالخط العربي ذوقاً وشغفاً.

تداعٍ حر

بينما اتسمت لوحات الفنان المصري سام عبدالوهاب بتنويعات في البناء التشكيلي القائم على التداعي الحر للألوان، وتميزت أعماله في مجملها بالاتساق اللوني مع الحروف، حيث تتضافر في علاقات مدهشة مع حركات اللون المتآلفة والمنسجمة.

ظلال

تميزت أعمال الخطاطة الإماراتية ندى المازمي بالألوان الغامقة والفاتحة، في إشارة إلى ما يكون عليه الإنسان من قلق وما يصبح فيه من صفاء نفسي وذهني.

وجاءت لوحات الخطاطة الإماراتية فاطمة الظنحاني امتداداً لتجربتها الفنية، حيث اعتمدت على رسم لوحات منوعة مستندة فيها إلى إبراز ظل الخطوط وخصوصاً الأعمال التي تركز على الآيات القرآنية والمناجاة الإلهية.