عبدالله النعيمي

بعض الأسئلة ننتظر أن يطرحها البعض علينا لأننا نعتقد أن الإجابة عليها ترفع من شأننا .. مثل الشخص الناجح وظيفياً، يحب أن يسأله الناس عن منصبه الحالي .. وبعض الأسئلة نخاف منها، لأننا نظن أنها تكشف نقاط ضعفنا .. مثل الشخص العاجز عن الإنجاب، يشعر بالحرج عندما يسأله الناس عن أسباب عزوفه عن الزواج.

هذا بالنسبة للأسئلة التي تطرح علينا من أطراف أخرى، لكن ماذا عن الأسئلة التي تتشكل بداخلنا، ونكاد نسمعها حتى وإن لم ينطق بها أحد؟

ألم يحدث أن تساءلت بينك وبين نفسك عن أسباب نفورك من فلانة، رغم كل مواقفها النبيلة معك .. وعن أسباب ارتياحك لفلانة، رغم عدم اكتراثها بك؟

ألم يحدث أن تساءلت بينك وبين نفسك عن أسباب إصرارك على البقاء في وظيفة لا تشعر فيها بالراحة، وتفريطك في فرص عمل أفضل بكثير كانت في متناول يديك؟

ألم يحدث أن تساءلت بينك وبين نفسك عن أسباب انخفاض سقف طموحاتك، وإهدارك لوقتك وطاقتك في أشياء لا تعود عليك بمنفعة واضحة؟

كل هذه الأسئلة يمكن أن نبدأها بكلمة لماذا .. لماذا أنفر من فلانة، وأرتاح لفلانة؟ ولماذا لا اقتنص واحدة من الفرص الوظيفية التي تلوح لي من حين إلى آخر، وأترك وظيفتي الحالية المتواضعة؟ لماذا لا أوظف وقتي وطاقتي لتطوير وضعي المالي بدلاً من إهداره في تشجيع الفريق الفلاني، ومتابعة أخباره التي لا تعود علي بأي منفعة؟

أخبار ذات صلة

جمود أم انكماش كلي؟.. العالم يدفع ثمن الركود القصير أثناء الجائحة
هل أخطأ جيروم باول؟


يقول مارك مانسون مؤلف كتاب فن اللامبالاة « يحتاج أكثر الناس إلى الذهاب إلى معالج نفسي حتى يستمعوا إلى هذه الأسئلة للمرة الأولى .. وهي أسئلة مهمة لأنها تلقي ضوءاً على ما نعتبره نجاحاً أو فشلاً في حياتنا».

a.noaimi@alroeya.com