لبنى الهاشمي

لا خلاف في أن الحوثيين يديرون معركتهم بشكل غير إنساني أو أخلاقي، فالظلم والاستبداد الذي تمارسه هذه الجماعات الانقلابيَّة ارتقى إلى مرتبة الانتهاكات الكبرى؛ لأنها ليست في ساحات المعارك لتتعدى إلى داخل المناطق السكنيَّة والمدنيين، وزراعة الموت وتفخيخ المستقبل وهدم الوطن وقتل الأرواح البريئة!

لا بدَّ من المساءلة القانونيَّة للمجرمين، وإدراج أسمائهم ضمن الجماعات الإرهابيَّة؛ لأن ما تقوم به هده العصابات أكبر من مجرَّد الإرهاب، فهي تصادر كلَّ مقومات الحياة، وتشلُّ حركة التنمية، وتهدم البنية التحتيَّة، وتهدد الإنسان، ولا بدَّ من تخليص اليمن من مخاطر الألغام، هذا السلاح للجبناء وليس للدفاع عن النفس؛ لأنها ترتقي إلى مرحلة الإبادة الجماعيَّة ضد السكان المحليين، وأدت إلى توقف الحياة، حيث ووصف تقرير «أسوشيتد برس» الألغام بأنها «تقبع تحت رمال الصحراء المتحركة، وسط ركام الطرق، وداخل المدارس المهجورة، وهي على استعداد للانفجار بلمسة صغيرة .. أماكن الألغام الأرضيَّة، التي نشرها المتمردون الحوثيون في اليمن، غير معروفة، وسوف تظلُّ تمثل تهديداً).

إن هذه جريمة مكتملة الأركان، حينما يُصاب طفل بلغم أمام بيته أو جوار مزرعته أو تموت طفلة في طريقها لجلب الماء، فهذا يمثل قمة المعاناة والألم؛ لأن اللغم ينفجر عند الضغط عليه بوزن يقل عن 10 كغ، ما يعني أنه قد ينفجر إذا خطا طفل عليه؟!

وثالثة الأثافي أن يسخّر الحوثيون الأطفال والشباب في زراعة لغم، وصنع عبوات ناسفة، ما قاد إلى تهديد حياة السكان في المناطق التي تهيمن عليها هذه الجماعة الباغية، لقد تسببت الألغام في زيادة العاهات المستدامة للأطفال والنساء، وأن هذا الطفل المصاب بعاهات مستدامة يشكل عبئاً على أسرته ووطنه، وتجعله عاجزاً عن أن يخوض غمار التنمية والنهوض لمستقبل وطنه.

ولا بدَّ من جهود استثنائيَّة وجبارة لإزالة الألغام وتلافي أضرارها، من أجل هدف إبعاد أحد أخطر العوائق التي تعرقل تقدم القوات العسكرية، إضافة إلى تهديد المدنيين، إن الطريق لإنجاز ما يجب إنجازه محفوف بالكثير من المخاطرة، ولا بدَّ من دعم جميع الاتفاقيات التي تكفل الاستقرار، وإبطال مفعول هذه الألغام يأتي لزاماً بالتنسيق مع المنظَّمات الدوليَّة والمؤسَّسات المدنيَّة العاملة في اليمن، سواء أكانت في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة الشرعيَّة أم تحت سيطرة الميليشيات الانقلابيَّة.

وأشادت الأمم المتحدة عبر مدير مكتبها لتنسيق الشؤون الإنسانية في اليمن بالدور الإماراتي في إبطال مفعول الألغام والعبوات الناسفة التي زرعها الحوثيون، وتشكيل فرقة هندسية كبيرة تمتلك أحدث الأجهزة، خصوصاً من جانب القوات المسلحة الإماراتية التي لها أدوار محورية مهمة،أسهمت في نزع وتفجير أكثر من 20 ألف لغم وعبوة ناسفة.

أخبار ذات صلة

جمود أم انكماش كلي؟.. العالم يدفع ثمن الركود القصير أثناء الجائحة
هل أخطأ جيروم باول؟


l.hashimi@alroeya.com