أمل المرزوق

«أفضل طريقة للالتزام بالوعد ألا تعد بشيء» ــ نابليون بونابرت.

هذه المقولة تعني الكثير، حين يتعلق الغريق بقشة يحسبها ستنقذه، ويتعلق العاشق بكلام يحسب أنه سيسعده، ويتعلق الموظف بعبارة من مسؤوله يعتقد أنها ستغير حياته. وبغض النظر عن اختلاف الأساليب الإدارية والشخصية، ولكن أعتقد أن على الناس أن يتوقفوا عن الوعود التي لن يستطيعوا تنفيذها.

ثمة قصة واقعية أن أحد المديرين وعد إحدى موظفاته بترقية كبرى في المستقبل، لكنه لم يحدد زمن الترقية، إذ ترك المجال مفتوحاً لطموحاتها، حتى جاءته مطالبة بحقها في الترقية، حينها لم يعد قادراً على الوفاء بوعده لأنها لم تستطع خلال سنوات عدة أن تثبت قدراتها الإدارية أو الشخصية، فقد حصلت على أقل درجات ممكنة في التدريب، وعلى تقييم سنوي دون المستوى. لكنها لم تنظر إلى قدراتها المحدودة بل نظرت نحو وعده وعاتبته.

هذه التجربة ربما يمر بها أي موظف في المكان الذي يعمل فيه، إذ يتلقى وعوداً من هنا وهناك لم يستطع مطلقوها أن يفوا بها لأسباب مختلفة. ولطالما يتساءل الكثيرون عن الأسباب التي تجعل الناس قادرين على إطلاق الوعود في الهواء وكأنما يتنفسون، من دون التفكير في ردة الفعل العكسية التي قد يواجهها الطرف الآخر نتيجة نقض الوعود وعدم تنفيذها.

يقال إن أبطأ الناس في قطع الوعود أحرصهم على الوفاء بها، أظن أن ذلك صحيحاً إلى حدٍّ كبير، يجب أن يقيم الإنسان الوعود التي يطلقها ليصل إلى اليقين بأن أحداً لن يتأذى منها.

a.almarzooq@alroeya.com

أخبار ذات صلة

جمود أم انكماش كلي؟.. العالم يدفع ثمن الركود القصير أثناء الجائحة
هل أخطأ جيروم باول؟