مروة السنهوري

حشد المسرح الإماراتي نخبة من نجومه المتمرسين في حصد الجوائز خصوصاً، من أجل تمثيل الدولة في الدورة المقبلة لمهرجان المسرح الخليجي في الشارقة، المقرر انطلاقها خلال الفترة من 14 حتى 19 فبراير الجاري.

وتم اختيار مسرحية «مجاريح»، من تأليف الكاتب إسماعيل عبدالله، الذي يعد أكثر الكتّاب الإماراتيين حصداً لجوائز أفضل نص مسرحي، في حين أسند الإخراج للفنان محمد العامري، الذي يعد الأكثر تتويجاً بجائزة أفضل إخراج، خلال السنوات العشر الماضية.

ولا يشكل الكادر التمثيلي استثناء بالنسبة للعمل، الذي يبنى تمثيلياً على شخصيتين محوريتين، إحداهما تقوم به أيضاً حاصدة جوائز أفضل ممثلة دور أول في معظم المهرجانات الأخيرة، التي شهدت مشاركتها، وهي الفنانة بدور محمد، فضلاً عن الفنان موسى البقيشي، الذي لم يخرج خالي الوفاض من كعكة توزيع الجوائز في مهرجان أيام الشارقة المسرحية أيضاً، في نسختها الأخيرة.

وواكبت «الرؤية» كواليس التحضيرات والاستعدادات الخاصة بالعرض في مسرح الشارقة الوطني، حيث يخوض الممثلون تدريبات مكثفة لتقديمه، الأحد المقبل، ضمن منافسات المهرجان.رؤية مغايرة

اعتبر الفنان الدكتور حبيب غلوم، الذي يشارك في «مجاريح»، أن ما يقدمه هذه المرة المخرج الإماراتي محمد العامري يعد رؤية إخراجية مغايرة تماماً، لافتاً إلى أن العمل للكاتب إسماعيل عبدالله تم تقديمه قبل سنوات ضمن فعاليات مهرجان المسرح الخليجي عام 2010، كما عرض على يد الراحل ناجي الحاي في أيام الشارقة المسرحية سنة 2007.

وأضاف «العرض يطرح ثيمة رافضة لمفهوم الطبقية في المجتمع عبر قصة حب تجمع ما بين «فيروز» ذي البشرة السوداء، و«ميثا» ابنة النوخذة الغني، متطرقاً للنظرة الطبقية التي عانى منها أصحاب البشرة السمراء في الكثير من المجتمعات.

أخبار ذات صلة

«إصدارات أدبية تسجل تاريخ الوطن» ندوة بالأرشيف والمكتبة الوطنية
«دبي للثقافة» تدشن «التبدّل والتحوّل» في مكتبة الصفا


وتطرق غلوم إلى فنيات العرض المسرحي الذي يقدم في قالب تراثي بطابع حداثي يمزج ما بين الماضي والحاضر، وكأن المخرج محمد العامري يرغب في التأكيد على أن الطبقية ليست سلطة خارجية فقط، بل تبدو داخلية أيضاً عندما تتجسد في الإسقاطات النفسية التي قد يمارسها الشخص على ذاته.

وقال «فيروز» بطل العمل الذي عانى من التمييز وتخلص منه، في ختام العرض نجده يمارس التمييز نفسه على ابنته من خلال إسقاط نفسي يتكرر مرة أخرى.تحديات

على الرغم من صعوبة إتقان اللغة الشاعرية للنص المكثف والطويل المحمل بالكثير من النقاشات، فإن بطل العرض الذي يؤدي دور « فيروز»، وهو الفنان موسى البقيشي، أكد سعادته لتمثيل الإمارات في مهرجان المسرح الخليجي، معتبراً إياه «تكريماً يسبق إقامة المهرجان».

وحول المحتوى الدرامي للعمل قال: «يتمحور المحتوى الدرامي حول فيروز، الذي أحب ميثاء لكنه يواجه برفض من والدها نتيجة الفارق في لون البشرة، في إحالة إلى ما كان يسود في بعض المجتمعات من فوارق طبقية لها علاقة بالتراتبية الاجتماعية القائمة، لكن ميثاء لا توثر ذلك على قناعاتها وتكسر هذا القيد وتهرب من أجل الزواج من فيروز».سينوغرافيا تراثية

أكد المخرج محمد العامري حرصه على الوجود والحضور دوماً في مهرجان المسرح الخليجي الذي يدعم الحراك المسرحي في المنطقة ويشجع ويحفز المواهب الفنية .

وأوضح أن النص من تأليف رئيس جمعية المسرحيين الكاتب الإماراتي إسماعيل عبدالله الذي يعد من أهم كتاب المسرح الخليجي والعربي، إذ يمتاز طرحه باللجوء إلى أساليب مبتكرة في معالجة قضايا جريئة وجادة.

ويعتمد العمل على سينوغرافيا تراثية، تحتفي بمفردات شعبية، خصوصاً على صعيد الديكور الذي تم تأسيسه على طرز البيئة التراثية.قلق صحي

عبرت الممثلة الإماراتية بدور محمد، التي تؤدي دور «ميثاء» عن سعادتها بالإنجاز الذي تحقق باختيار المسرحية لتمثل الإمارات في المهرجان الذي أصبح من أهم البصمات العربية في مجال المسرح، ما يشكل إضافة مهمة إلى رصيدها الفني.

وأشارت إلى أن النص اتسم بالقوة الشاعرية واللغوية التي تطلب جهداً وتركيزاً، وقدم أكثر من مرة على الخشبة، ما أصابها بالقلق الصحي الدافع إلى مزيد من التجويد، على حد تعبيرها، عازية ذلك إلى المقارنة المتوقعة مع أداء ممثلات سبقنها في تقديم الشخصية.

وتؤدي بدور شخصية « ميثاء»، وهي فتاة واضحة المعالم تستعرض من خلالها إمكانياتها الأدائية والصوتية كاشفة عن حالتها النفسية في ظل الصراعات التي تواجهها مع والدها ولاحقاً زوجها الذي يكرر الأزمة نفسها التي عانتها مع أبيها في الماضي، وهي الطبقية.موسى البقيشي: تمثيل الإمارات على خشبة المهرجان .. تكريم يسبق إعلان الجوائز