ناهد حمود

يجمع معرض مسارات أفريقيا في «غاليري طبري» للفن التشكيلي في دبي، بين الأعمال التجريدية والسيريالية، التي يشعر المتأمل فيها وكأن خطوطها تلاشت، وتداخلت تكويناتها، لتنتج مدلولات جمالية ومعنوية متباينة، إلى حد التضاد أحياناً.

وقدم المشاركون 17 لوحة تعكس إمكانات ثرية في تطويع المفردات والأدوات التشكيلية، من أجل تقديم أعمال تحتفي بقيم إنسانية، وتلتزم الصدق الفني والبساطة، التي لا تخل بالمضمون.

واستخدم الفنانون المشاركون في المعرض الكثير من الأدوات والخدع البصرية لجذب المتلقي بهدوء، للتمعن والبحث في التاريخ، وقراءة الأبحاث للتعرف إلى المعاني التي يرمز إليها المعرض بلوحاته المتنوعة.

فن معاصر

ويسلط المعرض الجماعي للفن الأفريقي الضوء، خصوصاً، على العناصر غير المعتادة في المشهد الفني الأفريقي المزدهر اليوم.

ويحفل المعرض الذي يستمر حتى العاشر من مارس المقبل في دبي بـ 17 لوحة فنية رسمها كل من نينجي أوموكو، تينا ادوبل، تييري أوسو.

أخبار ذات صلة

«إصدارات أدبية تسجل تاريخ الوطن» ندوة بالأرشيف والمكتبة الوطنية
«دبي للثقافة» تدشن «التبدّل والتحوّل» في مكتبة الصفا


وتعكس الأعمال وجهات نظر الفن المعاصر والذي يستهدف التعامل مع قضايا اللون، الهوية والنضج الفكري، إضافة إلى تسليط الضوء على المدن وثراء أفريقيا بالطبيعية الخلابة.

فرشاة إيجابية

وتستعرض التشكيلية نينجي أوموكو في أعمالها قضية التعقيدات التي تحيط بالهوية والاختلاف، حيث ترى أموكو أن البشر يختارون هوية ليست متكاملة، ينقصها الشمولية التي تسهم في الحصول على الحب والمؤاخاة.

وتبدو لوحات أوموكو غريبة بعض الشيء وكأنها شخصيات منسوجة من الصوف الملون لهيئة بشرية لجسد إنسان من دون ملامح كل ما يظهر فيه هو الرأس والأيدي. وعلى الرغم من تعقيد القضية التي تطرحها إلا أنها تناقض ذاتها عبر استخدام ألوان إيجابية تستدعي الفرح والحب.

قراءة العيون

وتسلط الرسامة النيجيرية تينا ادوبل، الضوء على فن البورتريه الذي تستخدمه في كافة أعمالها لرصد وقراءة لغة العيون وتفاصيل الوجه التي تعتبرها الوسيلة الوحيدة التي تفك شيفرة رموز القضايا التي ترغب في مناقشتها.

تتسم لوحات أدوبل بحس الفكاهة فهي أقرب إلى أن تكون لوحات كاريكاتورية في مضمون قصصها التي تطرحها للمتلقي.

وتعتمد الرسم باللون الأسود والفحم الداكن مع إعطاء الخلفيات لمسة من اللون الرمادي، كما تعشق إدخال اللون الأحمر إلى تفاصيل أعمالها لتثبت رمزية الخطر في القضية التي تستعرضها، وليس بالضرورة أن تكون خطيرة كجريمة وإنما إشارة إلى دلالة معينة تعيشها الشعوب الأفريقية.

ألوان متداخلة

في حين يدمج التشكيلي تييري أوسو علم الآثار بالفن التشكيلي المعاصر، حيث جعل الآثار الأفريقية جزءاً من مفهوم لوحاته وربطها بالحداثة والتكنولوجيا.

وتبدو أعماله غريبة من الوهلة الأولى، حيث توحي وكأنها رسومات طفل على لوحه المدرسي ذي الخلفية السوداء والطبشور الملون.

وتقدم أعمال أوسو مشهداً لإبداعات فنان يهوى المساهمة في جعل التراث الأفريقي وآثاره شريكاً في إبراز الفن التشكيلي حول العالم.