سلطان الزعابي

تُعرّف المشكلة بأنها العائق الذي يعترض طريق تحقيق هدف ما، وتسبب للمرء الحيرة والضيق، مما يدفعه للبحث عن حل لهذا الضيق والتخلص منه لبلوغ الهدف المنشود، والمشكلة بهذا المفهوم تعد نسبية، فما يعتبر مشكلة للطفل ليس كذلك للإنسان البالغ.

جُبل الإنسان على كره مواجهة المشكلات، رغم إدراكه ويقينه باستحالة هذا الأمر، حتى ولو أقفل الباب على نفسه وعاش الدهر بأسره وحيداً دون احتكاك مع أحد، لأن العوائق ستجد طريقها إليه لا محالة.

ومن الطبيعي أن ننظر للمشكلات بتوجس، فنحن مبرمجون على اعتبارها من المنغصات التي لا نحبذ حتى سماع اسمها، فكيف بمواجهتها؟ بيد أن المشكلة في حقيقة الأمر ليست أمراً سيئاً، لا سيما في المجتمع الوظيفي، لكونها تمثل فرصة للتطوير في أحد مجالات العمل، وبالتالي التحول إلى ابتكار.

أجل، يمكن للمشكلة أن تنتج ابتكاراً، فالحساسية للمشكلات تعد إحدى أهم المهارات الذي تفرّق بين التفكير العادي والتفكير الإبداعي، ويقصد به امتلاك الشخص لحساسية مفرطة تجعله يشعر بوجود المشكلة دون غيره، وتدفعه دفعاً لدراستها وإيجاد حلول ناجعة لها.

وتعد مهارة الحساسية للمشكلات هامة للغاية لأنها تمكّن الشخص من وضع يده على العائق وطرح الأفكار الكفيلة بإزالته، وتلك الأفكار يمكنها التحول إلى ابتكارات خلّاقة تحقق للمؤسسة منافع كثيرة.

كأن يشتكي متعامل من إضاعة وقته في التردد على جهات مختلفة للحصول على خدمات متصلة ببعضها، فيتم جمع تلك الخدمات وتقديمها في جهة واحد فحسب، كما حصل في باقة (مبروك ما ياك) والتي تُنجز معاملات إصدار شهادة الميلاد، والإضافة في خلاصة القيد، وإصدار جواز سفر جديد، يتسلمها المتعامل من جهة واحدة فقط هي الهيئة الاتحادية للهوية والجنسية، مما يوفر عليه الوقت والجهد والتكلفة ويحقق سعادته.

أخبار ذات صلة

جمود أم انكماش كلي؟.. العالم يدفع ثمن الركود القصير أثناء الجائحة
هل أخطأ جيروم باول؟


s.zaabi@alroeya.com